لم يقتصر حضور المغاربة في مونديال الشيلي لأقل من 20 سنة على دعم المنتخب الوطني داخل المستطيل الأخضر، بل تحوّل إلى ظاهرة سياحية واجتماعية أبهرت الشارع الشيلي، بعدما غصّت المدن السياحية، خصوصا فالباراييسو وسانتياغو، بالجماهير المغربية التي حجت من مختلف دول أمريكا اللاتينية لتشجيع “أشبال الأطلس” في رحلتهم نحو المجد.
من على مدرجات ملعب “إلياس فيغيروا براندر”، صدحت الأهازيج المغربية، وتعالت الهتافات التي جمعت بين النشيد الوطني وأغاني الحماس، في مشهد جعل العديد من الشيلّيين يصفون اللقاء بأنه “مهرجان مغربي بلمسة كروية عالمية”.
ولم تقتصر المؤازرة على جنبات الملعب، إذ تحوّلت المقاهي والساحات المجاورة إلى فضاءات للاحتفال طيلة اليوم، حيث اختلطت الأعلام المغربية بابتسامات السكان المحليين الذين أبدوا إعجابهم بروح الجماهير المغربية وحماسها اللامحدود.
وعلى امتداد المباراة التي امتدت لأكثر من 120 دقيقة وضربات ترجيح مثيرة، لم يتوقف المشجعون عن الغناء والتصفيق، وكأنهم يضخّون الطاقة في عروق اللاعبين الذين واجهوا المنتخب الفرنسي بشراسة وروح قتالية عالية.
ومع صافرة النهاية وتأهل “الأشبال” إلى المباراة النهائية، عمّت فرحة عارمة المدرجات وشوارع فالباراييسو، حيث رقص المغاربة والسكان المحليون على إيقاعات الدقة المراكشية وأغانٍ شعبية مغربية، في مشهد احتفالي نادر جمع بين الثقافتين المغربية والشيليّة.
وفي تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبّر عدد من المشجعين عن فخرهم بالإنجاز التاريخي وبالاستقبال الرائع الذي حظوا به من طرف الشعب الشيلي. وقال ياسين، أحد المشجعين القادمين من بوينوس آيرس: *“الشيلي بلد جميل، استقبلنا الناس بحرارة، والجماهير المحلية أصبحت تشجع المغرب معنا، وكأننا في الدار البيضاء أو فاس.”
أما كريم، فاعتبر أن تأهل المنتخب المغربي “هو تتويج لمسار جميل داخل وخارج الملعب”، مضيفًا أن “صورة المغرب في الشيلي أصبحت أكثر إشراقًا بفضل الأداء البطولي للاعبين والحضور الثقافي والسياحي الكبير للجماهير”.
من جانبه، أكد رشيد أن “فالباراييسو عاشت أياما مغربية بامتياز”، مشيرا إلى أن السياح المغاربة والمغتربين ساهموا في إنعاش السياحة المحلية والفنادق والمطاعم خلال أيام المونديال.
وبعد الفوز التاريخي على فرنسا، لا يقتصر الحلم المغربي على رفع الكأس أمام الأرجنتين فحسب، بل يمتد إلى رفع اسم المغرب عاليا في القارة اللاتينية، حيث جمع “أشبال الأطلس” بين كرة القدم والسياحة والثقافة، في تجربة فريدة تُعيد رسم صورة المشجع المغربي كسفير حقيقي لوطنه أينما حلّ وارتحل.
Leave a comment