Home مغاربة العالم الجالية المغربية في بريمن.. جسر يربط بين المملكة وألمانيا
مغاربة العالمUncategorizedأخبار السياحةالرئيسية

الجالية المغربية في بريمن.. جسر يربط بين المملكة وألمانيا

Share
Share

عاشت مدينة بريمن، شمال ألمانيا، على مدى ثلاثة أيام، على وقع أجواء مغربية أصيلة، حيث اكتسى قلبها التاريخي بألوان المملكة وامتلأ بأنغامها وتقاليدها العريقة، في إطار الدورة الأولى من “الأيام الثقافية المغربية” التي نظمتها جمعيات من المجتمع المدني الألماني-المغربي.

وفي ساحة السوق الشهيرة، القلب الرمزي والمؤسساتي لبريمن، والتي تطل عليها مباني البرلمان ومجلس الشيوخ وكاتدرائية سان بيير، أقيمت منصة احتفالية شكلت المحطة الأبرز في هذه التظاهرة الثقافية.

وتوزعت باقي الفعاليات على فضاءات مختلفة في المدينة، انطلاقا من مقر مجلس الشيوخ، مرورا بالمعهد الفرنسي، ووصولا إلى المطاعم والمدارس والجمعيات، حيث توالت العروض الفنية والأنشطة الثقافية، مقدمة للجمهور الألماني وأبناء الجالية المغربية فرصة لاكتشاف تنوع الإبداع الفني وغنى الموروث التراثي للمملكة.

وسلطت هذه التظاهرة، المدعومة من سفارة المغرب بألمانيا والمكتب الوطني المغربي للسياحة، الضوء على تنوع الموروث الثقافي الوطني، بين فنون الطبخ والسينما والفكاهة وشهادات الذاكرة، وفرضت نفسها، منذ دورتها الأولى، كموعد مرجعي للفعاليات المغربية بألمانيا.

الجالية المغربية في بريمن.. جسر يربط بين المملكة وألمانيا

وترددت في قلب بريمن أصداء الريبرتوار الوطني مع أغنية “العيون عينيا”، وأشعار حسانية أداها أعضاء فرقة “الكدرة باب الصحراء” القادمة من كلميم، وأنغام “الدقة المراكشية”، فضلا عن حفل للفنان عصام كمال، مؤسس فرقة “مازاغان“.

ووفقا للسلطات المحلية، فقد جمعت الأمسية الختامية، التي نظمت بساحة السوق يوم السبت 20 شتنبر، حوالي سبعة آلاف شخص، وهو رقم لافت في مدينة لا يتجاوز عدد أفراد الجالية المغربية فيها ألفي مقيم.

وسجل هذا الإقبال أيضا القنصل الفخري للمغرب ببريمن، ألكسندر روزنبوم، الذي وصف الأيام الثقافية المغربية بأنها حدث “استثنائي” بالنسبة للمدينة وسكانها والجالية المغربية المقيمة بألمانيا.

وأكد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة استقطبت مغاربة من مختلف أنحاء ألمانيا، إلى جانب سكان بريمن وعدد كبير من السياح، ما أضفى على ساحة السوق “مزيجا مثيرا للاهتمام”.

وأبرز روزنبوم أن انطلاقة هذه الأيام تميزت بحفل استقبال بهيج بمقر مجلس الشيوخ، وهو لحظة تجسد التقدير الذي تحظى به الجالية المغربية في هذه المدينة التاريخية، القلب المؤسساتي لولاية بريمن.

وأشار القنصل الفخري إلى أن الإعداد لهذه التظاهرة تطلب جهودا كبيرة “لجمع مختلف المكونات، في ظل غياب هياكل منظمة سابقة”، مبرزا في المقابل اعتزاز الجالية المغربية المقيمة بالمدينة وحيويتها، وقدرتها على إنجاح “حدث بهذا المستوى الاستثنائي”.

ومن بين منظمي هذه الأيام، برز كل من حسن آيت صلاح، رئيس جمعية “موزاييك بريمن”، ومحمد تايتاي، نائب رئيس جمعية “مسجد أبو بكر”، وهما هيئتان بادرتا، بتعاون مع مكونات أخرى من المجتمع المدني الألماني-المغربي في بريمن، إلى إطلاق هذه الدورة الأولى من الأيام المغربية.

وفي تصريحات مماثلة، أكد هذان الوجهان البارزان داخل الجالية المغربية أن هذا الحدث “يمثل قبل كل شيء واجبا تجاه بلد الأصل، يتمثل في نقل التراث الوطني إلى الأجيال المقبلة”.

وأوضح محمد، المتقاعد الذي استقر بألمانيا منذ 1969، وحسن، المدرس الذي التحق بها سنة 1986، أن هدفهما هو ترسيخ روح الانفتاح والتسامح والمشاطرة، المستلهمة من قيم المغرب، لدى الشباب من أصول مغربية والطلبة الجدد الذين يتوافدون بالعشرات كل عام على المدينة.

الجالية المغربية في بريمن.. جسر يربط بين المملكة وألمانيا

وشدد الفاعلان الجمعويان، اللذان أمضيا أكثر من نصف حياتهما في بريمن ويكنان لها تقديرا خاصا، على الرمزية العميقة لهذه المبادرة، معربين عن أملهما في تكرارها سنويا لما تحمله من دلالات التعايش والاندماج داخل المجتمع الألماني، مع الحفاظ على الهوية المغربية الأصيلة.

كما حرص هذان المغربيان، المنحدران من الناظور وأمزميز، على التنويه بالدعم المتواصل لسفارة المملكة بألمانيا، الذي يعكس العناية السامية التي ما فتئ صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوليها لمغاربة العالم.

وتقاسم هذا الاعتزاز أيضا إلومبو بولايلا، المتحدث باسم الثقافة في برلمان ولاية بريمن، منهوها بالتنظيم الناجح للأيام الثقافية المغربية.

وأبرز بولايلا، المنحدر من جمهورية الكونغو الديمقراطية والفاعل السياسي ببريمن منذ 14 عاما، أن هذه الاحتفالات تركت بصمة “غير مسبوقة” في المدينة، بفضل أنشطة توزعت، على مدى ثلاثة أيام، بين البرلمان والمؤسسات والمتاحف والمدارس، معتبرا أن “رسالة مغرب قوي وموحد وصلت بوضوح إلى الجميع”.

وأضاف قائلا: “المغرب ظل دائما مملكة عظيمة، وهو اليوم يوجه أنظاره نحو ألمانيا، وبشكل خاص نحو بريمن، ونحن فخورون بذلك”.

وبعيدا عن الأجواء الاحتفالية، شكلت هذه الأيام الثقافية نموذجا حيا لاندماج ناجح، إذ أثبتت الجالية المغربية في بريمن، المنحدرة من أولى موجات الهجرة إلى ألمانيا في ستينيات القرن الماضي، أنها اليوم جزء أصيل من النسيج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي المحلي، مع حفاظها على هويتها ونقلها إلى الأجيال الجديدة.

وفي سياق يعرف فيه اليمين المتطرف تقدما في استطلاعات الرأي بألمانيا، ويحتل منذ الانتخابات الفيدرالية في فبراير 2025 المرتبة الثانية ضمن القوى السياسية بالبلاد، أكدت هذه التظاهرة أن الهجرة والاندماج يمكن أن يشكلا رافعتين للتلاقي والتعايش، داحضة الخطابات المتطرفة التي تسعى إلى إذكاء مشاعر الخوف من الهجرة.

Share

Leave a comment

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Articles
ثقافة وفنUncategorizedأخبار السياحةالرئيسية

وجدة.. افتتاح الدورة ال14 للمهرجان الدولي للفيلم المغاربي

شهد مسرح محمد السادس، افتتاح فعاليات الدورة ال14 للمهرجان الدولي للفيلم المغاربي...