استقبل المغرب حتى نهاية غشت 2025 حوالي 13,5 مليون زائر، مسجلا ارتفاعا بنسبة +15% مقارنة مع 2024، فيما بلغت المداخيل السياحية حوالي 67 مليار درهم خلال الأشهر السبعة الأولى من السنة، ما يعكس نموا اقتصاديا على مستوى القيمة وليس فقط على صعيد التدفقات العددية.
في هذا السياق، أكد الخبير السياحي زوبير بوحوت أن “هذه الأرقام تؤكد جاذبية ومتانة الوجهة المغربية”، مشيرا إلى أن صيف 2025 شهد زيادة في الوافدين خلال يوليوز وغشت لتصل إلى 4,6 ملايين سائح، مع بعض التحديات في ذروة الموسم يمكن العمل على تطويرها لتعزيز عدد الليالي السياحية والاستفادة الكاملة من التدفقات.
وأوضح في تصريح لموقع القناة الثانية، أن “الجالية المغربية بالخارج تشكل الركيزة الأساسية للصيف المغربي، حيث شكل مغاربة العالم حوالي 3 ملايين سائح من أصل 4,6 ملايين”. غير أن أغلبهم يقيمون لدى أسرهم، ما “يقلل مساهمتهم المباشرة في الليالي الفندقية، لكنه يشير إلى فرصة كبيرة لتطوير منتوج سياحي مخصص للجالية يشمل الإقامة الراقية، والأنشطة الثقافية، وبرامج تستهدف الأجيال الجديدة”.
وأشار بوحوت إلى إمكانية “تطوير برامج تحفيزية تشجع على الاستثمار السياحي للجالية في مناطقهم الأصلية”. بما يساهم حسب قوله في “تحويل الاعتماد الموسمي على الجالية إلى رافعة نمو دائم ومتنوع”، وكدا “ترسيخ وفائهم خارج الموسم الصيفي، وتحويل ارتباطهم العاطفي والمالي إلى محرك فعلي للتنمية السياحية والاقتصادية والجهوية”.
كما أبرز بوحوت أن “صيف 2025 أكد ريادة الوجهات الشاطئية ضمن العرض السياحي المغربي”، حيث استحوذت محطات مثل أكادير، السعيدية، طنجة، الحسيمة والصويرة على القسم الأكبر من التدفقات الصيفية بفضل توليفتها من الشمس والبحر والبنيات الموجهة للعائلات. موضحا أن المدن الثقافية الكبرى مثل مراكش، فاس، مكناس وشفشاون حافظت على جاذبيتها، بينما فضلت الجالية والأسر المغربية بشكل واضح الشريط الساحلي.
وأشار بوحوت إلى أن “السياحة الجبلية والصحراوية تبقى نشطة لدى فئات محددة”، لكنها “تمثل فرصاً لتطوير عروض متميزة تركز على الطبيعة، المغامرات والبيئة، بما يسهم في تنويع العرض خارج الصيف”. مؤكدا أن “تنويع الوجهات وتقوية النمو المتوازن سيجعل من السياحة المغربية نموذجا أكثر استدامة وجاذبية على مدار السنة”.
Leave a comment