أكدت الخطوط الجوية الهندية مصرع جميع ركاب طائرتها التي تحطمت في أحمد آباد، والبالغ عددهم 242 شخصاً، باستثناء راكب واحد يتلقى العلاج في المستشفى، وأنباء عن وفاة 24 شخصاً على الأقل في محيط الحادث.
وقالت الشركة إن جهودها الآن تنصب بشكل كامل على احتياجات جميع المتضررين وعائلاتهم وأحبائهم، مضيفة أنها تتعاون “بشكل كامل” مع السلطات التي تحقق في هذا الحادث.
وارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان الأسود فوق مطار أحمد آباد الهندي، الخميس، بعد تحطم الطائرة بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار أحمد آباد في الهند باتجاه مطار جاتويك في لندن صباح الخميس.
وصرّح دانانجاي دويفيدي، من إدارة الصحة في ولاية غوجارات، بأن أحد الركاب نجا بعد تحطم الطائرة في منطقة سكنية.
وكان من بين الضحايا رئيس وزراء ولاية غوجارات السابق، فيجاي روباني، حسبما صرح وزير الطيران المدني الهندي للصحفيين.
وأُغلق مطار أحمد آباد مع تعليق جميع الرحلات الجوية حتى إشعار آخر. وأعلن وزير الطيران الهندي رام موهان نايدو كينجارابو عن فتح تحقيق رسمي في سبب تحطم طائرة بوينغ 787-8 دريملاينر، مؤكدًا أن التحقيق الحكومي اتبع الإجراءات التي وضعتها منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو).
وصرح كامبل ويلسون، الرئيس التنفيذي لشركة طيران الهند، بأن معرفة سبب تحطم الطائرة ستستغرق من المحققين بعض الوقت، مؤكداً أن الشركة تبذل قصارى جهدها للمساعدة.
وصرحت شركة بوينغ الأمريكية لصناعة الطائرات بأنها “تعمل على جمع المزيد من المعلومات” حول الحادث، وأنها مستعدة لدعم شركة الطيران الهندية.
وأعلنت المملكة المتحدة والولايات المتحدة أنهما سترسلان فرقاً للتحقيق في حوادث الطيران؛ وصرح مصدر مطلع على القضية أن هذه هي المرة الأولى التي تتحطم فيها طائرة 787 دريملاينر.
وقد أرسلت واشنطن خبراء أمريكيين في مجال السلامة الجوية، إلى جانب مسؤولين من شركة بوينغ، الشركة المصنعة للطائرات، وشركة جنرال إلكتريك إيروسبيس المصنعة للمحركات.
ووصف رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، الكارثة بأنها مفجعة لا توصف.
وأعلنت شرطة مدينة أحمد آباد الهندية العثور على جثث 204 من ركاب الطائرة المنكوبة، التي كانت تقل 242 شخصاً وتحطمت في منطقة سكنية بعد وقت قصير من إقلاعها يوم الخميس، أثناء توجهها في رحلة إلى لندن.
وقال مفوض شرطة المدينة، جي إس مالك، لوكالة فرانس برس إن فرق الإنقاذ عثرت على جثث 204 أشخاص، مشيراً إلى أن 41 مصاباً يتلقون العلاج حالياً، متوقعاً “مزيداً من الضحايا”، نظراً لتحطم الطائرة في منطقة سكنية.
وأوضح أن حصيلة الضحايا تشمل كلاً من ركاب الطائرة وسكان المبنى الذي تحطمت فيه الطائرة، مؤكداً أن جهود الإنقاذ ما زالت مستمرة.
وأشار موقع فلايت رادار المتخصص في شؤون الطيران إلى فقدان الاتصال بطائرة من طراز بوينج 787، وتحمل رحلة مسجلة تحت الرقمAI 171، بعد ثوانٍ من إقلاعها ووصولها إلى ارتفاع 625 قدماً.
ويُعتقد أن ما لا يقل عن 200 شخص كانوا على متن الطائرة، في حين قال وزير الطيران الهندي إن فرق الإنقاذ توجهت إلى موقع سقوط الطائرة.
وأعلنت الإدارة العامة للطيران المدني في الهند أن طائرة الخطوط الجوية الهندية المتجهة إلى لندن تحطمت في أحمد أباد الخميس، وكان على متنها 242 شخصاً، مشيرة إلى أن أعداد الركاب المعلن عنها تشمل طيارين وعشرة من أفراد الطاقم. بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء فرانس برس.
وأضاف البيان أن الطائرة أرسلت نداء استغاثة إلى برج المراقبة، قبل أن تسقط خارج نطاق المطار.
ماذا حدث؟
غادرت الطائرة المتجهة إلى مطار جاتويك أحمد آباد، المدينة الرئيسية في ولاية غوجارات الهندية، وعلى متنها 242 راكباً.
وأصدرت رحلة الخطوط الجوية الهندية رقم 171 نداء استغاثة وتحطمت “مباشرة بعد إقلاعها”، حوالي الساعة 1:40 مساءً (08:10 بتوقيت غرينتش)، وفقاً للهيئة العامة للطيران المدني.
وقالت السلطات إن الطائرة سقطت خارج محيط مطار المدينة، في منطقة سكنية مزدحمة، بينما قال مراسل وكالة فرانس برس إن الطائرة تحطمت بين مستشفى وحي غودا كامب في المدينة.
ونُشرت عدة مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت طائرة تفقد ارتفاعها بسرعة – ومقدمتها مرفوعة – قبل أن تصطدم بمبنى وتنفجر متحولة إلى كرة من اللهب.
وأظهرت صور نشرتها قوة الأمن الصناعي المركزية الهندية، وهي قوة شرطة شبه عسكرية، قطعة كبيرة من الطائرة تحطمت عبر جدار مبنى مخترقة الطوب والخرسان.
وأعلنت شركة الخطوط الجوية الهندية أن الطائرة، كانت تقل 242 شخصاً من ركاب وأفراد الطاقم، بينهم 169 هندياً و53 بريطانياً و7 برتغاليين وكندياً واحداً. وكان على متن الطائرة أيضاً طياران و10 من أفراد طاقم الضيافة.
وأكدت الخطوط الهندية أنه تم نقل المصابين في المبنى إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج، مشيرة إلى أنها تتعاون بشكل كامل مع السلطات المعنية في التحقيقات الجارية حول الحادث.
وأفادت أنباء بأن الناجي الوحيد من حادث تحطم الطائرة هندي يحمل الجنسية البريطانية.
وصرّح مفوض شرطة أحمد آباد، جي إس مالك، لوكالة أنباء محلية بأن الناجي كان في المقعد 11A على متن طائرة بوينغ 787-8 دريملاينر.
ويُشير بيان الرحلة الذي نشرته السلطات سابقاً إلى أن الراكب في المقعد 11A هو فيشواش كومار راميش وهو مواطن بريطاني.
وأفادت وسائل إعلام هندية أنها تحدثت إلى فيشواش في المستشفى، وقد شارك بطاقة صعوده إلى الطائرة التي تُظهر اسمه ورقم مقعده.
ونقلت عنه قوله: “بعد ثلاثين ثانية من الإقلاع، سُمع صوت ضوضاء عالية، ثم تحطمت الطائرة. حدث كل شيء بسرعة كبيرة”.
وعلمت بي بي سي أن فيشواش ولد في الهند لكنه يعيش في بريطانيا منذ سنوات عديدة، ولديه زوجة وطفل.
ووصفت شركة الخطوط الهندية الخميس تحطم طائرتها المتجهة من مدينة أحمد أباد في غرب الهند إلى مطار جاتويك في لندن، بأنه “حادث مأساوي”.
وقال رئيس شركة “إير إنديا” ناتاراجان تشانراسيكاران في بيان أنه تم تفعيل مركز للطوارئ وإنشاء فريق دعم للعائلات التي تسعى للحصول على معلومات.
جثث محترقة
خارج مطار أحمد آباد، شوهدت امرأة تبكي قائلة إن حزنها لا يوصف بعد أن فقدت خمسة من أقاربها كانوا على متن الطائرة.
وتحدثت بي بي سي إلى شهود عيان في موقع الحادث، حيث قال أحدهم: “سمعنا صوتاً عالياً. بدا وكأنه انفجار قنبلة”.
وأضاف: “كان هناك دخان ونيران. وبمجرد وصولي، رأيت الطائرة مشتعلة. كان هناك ثلاثة يرقدون على مقربة مني”.
وقال رجل آخر، وهو سائق سيارة أجرة كان يعمل في مكان قريب: “عندما رأيت الدخان، ركضت إلى هناك. لم أستطع الاقتراب من الطائرة، كانت هناك جثث متناثرة”.
وأضاف لبي بي سي: “انفجر جناح الطائرة على الطريق الرئيسي. كان الدخان في كل مكان”.
وحكى شهود عيان لفرانس برس تفاصيل لحظة سقوط الطائرة قائلاً “رأينا أفراداً يقفزون من المبنى من الطابقين الثاني والثالث لإنقاذ أنفسهم. كانت الطائرة مشتعلة”.
وقال أحد سكان أحمد آباد للإعلام المحلي: “كنت في المنزل عندما سمعنا صوتاً هائلاً. وعندما خرجنا لنرى ما حدث، كانت هناك طبقة من الدخان الكثيف في الهواء. وبعد وصولنا إلى هنا، كانت الجثث وحطام الطائرة المحطمة متناثرة في كل مكان”.
وقال بونام باتني، أحد سكان المنطقة: “عندما وصلنا إلى الموقع، كانت هناك عدة جثث ملقاة في المكان، وكان رجال الإطفاء يحاولون إخماد النيران”، مضيفاً أن العديد من الجثث كانت محترقة.
وقال طبيب يُدعى كريشنا إن “مقدمة الطائرة وعجلتها الأمامية هبطتا على مبنى الكافتيريا، حيث كان الطلاب يتناولون طعام الغداء”.
وأضاف أنه رأى “نحو 15 إلى 20 جثة محترقة”، بينما أنقذ هو وزملاؤه نحو 15 طالباً.
ووصفت مراسلة بي بي سي في أحمد أباد، يوجيتا ليماي، المشهد حين وصلت موقع الحادث بأنه “كارثي”، قائلة إن المشهد اكتسى بالقطع المتفحمة، والبقايا المعدنية، وكتل الخرسان والطوب المتناثر في كل مكان.
حوادث مشابهة
شهدت الهند على مر السنوات عدة حوادث طيران مأسوية، من أبرزها الكارثة الجوية عام 1996، عندما اصطدمت طائرتان في الجو فوق العاصمة نيودلهي، ما أدى إلى مقتل نحو 350 شخصاً، وفقاً لوكالة فرانس برس.
وفي عام 2010، تحطمت طائرة تابعة لشركة “إير إنديا إكسبرس” واشتعلت فيها النيران عند هبوطها في مطار مانغالور جنوب غربي البلاد، ما أسفر عن مقتل 158 شخصاً من الركاب وأفراد الطاقم.
في يونيو عام 1985، تحطمت طائرة بوينغ 747 تابعة للخطوط الجوية الهندية قبالة سواحل إيرلندا، أثناء رحلتها من مونتريال إلى لندن، وكانت تقل 329 شخصاً لقوا حتفهم جميعاً.
وخلص التحقيق إلى أن الحادث نجم عن “تفجير عبوة ناسفة زرعها عناصر من السيخ داخل حقيبة أُرسلت على متن الطائرة”.
وازدهر قطاع الطيران في الهند خلال السنوات الأخيرة، إذ وصف المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي، (إياتا)، ويلي والش، هذا النمو مؤخراً بأنه “مدهش”.
وأشارت فرانس برس، إلى أنه ومع تسارع وتيرة الاقتصاد وازدياد عدد السكان الذي تجاوز 1.4 مليار نسمة، صعدت الهند بسرعة لتصبح رابع أكبر سوق للطيران في العالم، سواء على صعيد الرحلات الداخلية أو الدولية، وسط توقعات بأن تتقدم إلى المركز الثالث خلال السنوات العشر المقبلة.
ونقلت الوكالة عن وزارة الطيران المدني الهندية، أن حركة ركاب الطيران الداخلي بلغت عتبة جديدة العام الماضي لتتجاوز 500 ألف راكب في يوم واحد.
المصدر: BBC عربية
Leave a comment