في آخر حلقة من حلقات البرنامج الحواري الذي يحمل اسم “مع الرمضاني”، والذي يُبث على القناة الثانية المغربية “دوزيم”، استضاف مقدم البرنامج الصحفي والإعلامي رضوان الرمضاني، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني فاطمة الزهراء عمور لمناقشة الوضع السياحي بالمغرب.
حيث أشارت الوزيرة في مستهل كلامها إلى المكانة المهمة التي وصل إليها المغرب في السنوات الأخيرة تمثلت أساسا بالخروج بالقطاع السياحي من أزمة خانقة ألمت بالعالم، الوضع الذي دفع الحكومة للاستثمار في القطاع السياحي بعد 3 أشهر من الجائحة، حيث أطلقت الوزارة مخططا استعجاليا بميزانية قدرت ب 2 مليار درهم للعمل في أحسن الظروف، وإنعاش القطاع الذي تأثر بشكل كبير من تداعيات الجائحة.
وذكرت الوزيرة أن من بين الإجراءات التي تلت الفترة ما بعد الجائحة، استلزمت تفعيل خارطة طريق للقطاع السياحي 2023-2026 بميزانية 6 مليارات درهم، لتبرز نجاعتها بعد تحقيق المغرب لرقم قياسي في بإستقطاب 17.4 مليون سائح.
وعن سؤالها لطريقة احتساب مثل هذه الاحصائية حيث أنها تحصي مغاربة العالم ضمن هذه الأرقام، أجابت الوزيرة أن هذا البروتوكول معمول به في كل أنحاء العالم، بحكم أنه معيار متبع من طرف منظمة السياحة العالمية، مشيرة أن الفضل يعود لإرتباط الجالية المغربية بأصولها في الوطن الأم.
أما فيما يخص المداخيل المحققة من القطاع السياحي بالعملة الصعبة، فقد بلغ 112 مليار درهم، وفي مقارنتها مع سنوات ما قبل الجائحة فقد كان الرقم محصورا في 79 مليار درهم حققت في 2019.
وعن ربط توافد السياح والإنجاز الذي حققه القطاع السياحي وأرقامه القياسية بوصول المغرب لنصف نهائي كأس العالم 2022 بقطر، والذي دفع السياح الأجانب للبحث عن المغرب وزيارته، أوضحت الوزيرة أنه في حقيقة الأمر كان لمشاركة المغرب في نهائيات كأس العالم 2022 ووصوله للمربع الذهبي تأثير في حملة الترويج للمغرب، إلا أن هذا الانجاز والصورة الجيدة التي ظهر بها المنتخب المغربي لا تكفي، بل يجب توفير ظروف مواتية للسياح الوافدين، وبما أن المغرب يتمتع بمؤهلات سياحية مهمة، سعت الوزارة لتلبة حاجيات السياح من خلال تجربتهم الخاصة وتجويد الخدمات المقدمة، وتعزيز النقل الجوي بزيادة عدد المقاعد بنسية 20% في 2023 و 20% اضافية أخرى في 2024.
لتشمل الرحلات الجوية جل مناطق المغرب، إضافة إلى فتح باب الاستثمار في مجال الإيواء السياحي لاستقبال أعداد السائحين الوافدة على المغرب، من خلال توظيف عدة آليات تشجيعية للإستثمار، كالميثاق الجديد للإسثمار وصندوق محمد السادس للاستثمار، كما أطلقت الوزارة برنامج “Cap Hospitality”، مخصص لأصحاب المؤسسات الفندقية، بهدف تجديد الغرف والمرافق الخاصة بالفنادق استعدادا للإستضافة نهائيات كأس إفريقيا 2025 المزمع تنظيمها بالمملكة المغربية نهاية العام الجاري.
كما أشارت فاطمة الزهراء عمور إلى افتتاح أكثر من 350 فندق في المغرب مابين 2023 و2024، ما من شأنه تعزيز قدرة المغرب الإيوائية في القطاع السياحي واستعداده للاستحقاقات القادمة.
وفيما يخص الفضاءات الترفيهية أوضحت الوزيرة أن هناك نقص وخصاص في هذه الفضاءات، وهو ما تأكد خلال عملية التشخيص التي قادتها وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، للوقوف عند النواقص التي يعاني منها القطاع والمشاكل التي تواجهه، وهو ما تأتى لها من خلال إطلاق برامج مواكبة ل 1700 مقاولة سياحية، تمثلت في برنامج “Go siyaha“، والهدف منه هو خلق عرض سياحي مبتكر ومتنوع، يلبي احتياجات السياح، مما يرفع من مدة إقامتهم داخل المملكة.
وفي سؤال طرحه مقدم البرنامج، يهم احتمالية وصول السياحة بالمغرب الى تلك الأرقام القياسية، راجع إلى غياب المنافسة من الوجهات السياحية الكلاسيكية والرائدة في المجال، من قبيل مصر وتونس نظرا للظروف والأوضاع غير المستقرة التي مرت بها في السنوات الأخيرة، لترد الوزيرة بمعطى يفيد أن مؤشر النمو السياحي في هذه الدول شهد نموا ملحوظا غير أنه لم يكن كافيا في ظل الوتيرة المتسارعة التي شهدها القطاع السياحي بالمغرب.
وعن مايدفع السياح لزيارة المغرب وسبب هذا التفوق في استقطاب السياح، أجابت فاطمة الزهراء عمور أن أكثر من نصف السياح، تجذبهم الثقافة المتنوعة التي تزخر بها المملكة، كما أن القرب الجغرافي من القارة الأوروبية أمر مشجع لزيارة المغرب لأكثر من مرة واحدة في السنة، دون نسيان العرض السياحي المتنوع الذي يوفره المغرب، والذي يفتح أمام السياح الوافدين وجهات سياحية مختلفة وفي نفس الحيز الزمني.
كما ذكرت الوزيرة أن سر نجاح المغرب في استقطاب السياح، هو روح الضيافة التي يتميز بها الشعب المغربي وفق لأراء الزوار الأجانب بعد زيارتهم للمغرب.
وحول انفتاح المغرب على أسواق سياحية جديدة، أشارت فاطمة الزهراء عمور أن المغرب نوَّعَ اتجاهاته نحو أسواق لم يعهد التعامل معها من قبل، كالولايات المتحدة الأمريكية والصين واليابان والإمارات، من خلال تعزيز خطوط النقل الجوي، وافتتاح مندوبيات جديدة للمكتب الوطني للسياحة في اليابان والصين، وذكرت فاطمة الزهراء عمور أن المغرب يشتغل مع أكثر من 50 دولة معظمها من أوروبا، والتي تحتل المرتبة الاولى ب 70% من مؤشر الأسواق السياحية التي يتعامل معها المغرب.
فيما كشفت الوزيرة عن التحديات والبرامج التنموية التي لازالت تشتغل عليها وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والتي ستأتي بثمارها في المستقبل القريب.
Leave a comment