أكدت فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أنه تم رسميا تقديم ملف القفطان المغربي الأصيل إلى اليونسكو، الذي يمثل إرث المغرب العريق، ويجسد جزءا من هوية البلاد وحرفيته عبر قرون
وأوضحت عمور، في منشور لها عبر صفحتها الرسمية، أنه هو “تراث ثقافي حي، منسوج بأيادي حرفيين مبدعين منهم معلم(ة)، زرادخي(ة)، فصّال(ة)، طراز(ة)، ومول(ة) العْقاد… الذين يبدعون تحفًا فنية تحمل في طياتها جزءًا من مغربيتنا”.
ويتضمن الملف ترشيح القفطان المغربي بمختلف أنواعه، من بينها: قفطان السفيفة، البرشمان، الطرز، التطواني، الراندة، القفطان المنبت بالطرز والرشمة والحجر الحر، وقفطان المبرة المميز بمنطقة مراكش والذي يتميز بتفصيل “الكوزة الملكية”، إضافة إلى قفطان النطيع.
وحسب الملف الذي وضعته وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، فإن القفطان المغربي يعتبر أكثر من مجرد لباس تقليدي، بل هو تعبير حي عن تنوع روافد الهوية المغربية، إذ يرتدى في المناسبات الاحتفالية والدينية والاجتماعية من طرف المغاربة، وتختلف أنماطه وتصميماته حسب المناطق، ما يعكس غنى النسيج الثقافي للمملكة.
ووفقا لنسخة من الملف حسب ما جاء في منصة SNRTnews، فإن القفطان يصنع يدويا على أيدي حرفيين مهرة من مختلف الأجيال، حيث يتقاسم الرجال والنساء مسؤولية إنتاجه. فكل من الخياط، والنقاش، والطراز، وصانع العقد والسفيفة، يساهم في إبداع هذا اللباس الذي يتميز بتطريزاته الدقيقة وزخرفته الفاخرة.
وتنتقل هذه المهارات في الغالب داخل الأسر من جيل إلى آخر، كما تحتضنها أيضا مراكز التكوين المهني والمؤسسات التعليمية المتخصصة في فنون الموضة والصناعة التقليدية. وأكد الملف أن دور القفطان لا يقتصر على رمزيته الثقافية، بل يشكل أيضا مصدر دخل للعديد من الأسر والمجتمعات، خاصة في المناطق القروية، حسب المصدر ذاته.
وأشارت الوزارة إلى أن المملكة عملت، بتعاون مع المجتمع المدني والمهنيين، على اتخاذ عدة تدابير لحماية فن القفطان، من بينها إنشاء فضاءات ثقافية مثل “جنان القفطان” بمدينة فاس لعرض مختلف أصناف القفطان المغربي، وتنظيم معارض وعروض أزياء داخل المغرب وخارجه، فضلا عن دعم التعاونيات الحرفية والمصممين الشباب
كما تم إدراج فن القفطان ضمن “جرد وتوثيق التراث الثقافي المغربي غير المادي” منذ سنة 2014 تحت رقم IDPCM:7C3938، ومن المرتقب أن تساهم هذه الخطوة في تعزيز حضوره عالميا وضمان استمراريته عبر الأجيال. وجاء تقديم الملف بعد مشاورات واسعة مع الحرفيين، والمصممين، والجمعيات المهنية، والمؤسسات الثقافية، حيث عبر الفاعلون عن دعمهم الكامل لهذا الترشيح، ووقعوا وثائق رسمية تؤكد موافقتهم ومساهمتهم في تحضيره
جدير بالذكر أن منظمة اليونسكو سبق أن صادقت على إدراج عدد من عناصر التراث المغربي ضمن قائمتها للتراث الثقافي غير المادي، من بينها: الحناء والتقاليد المرتبطة بها، فن التبوريدة، ساحة جامع الفنا، موسم طانطان، الصقارة، مهرجان حب الملوك بصفرو، شجرة الأركان، الطبخ المتوسطي، النخلة، فن كناوة، الكسكس، والخط العربي
Leave a comment