أعلنت الرباط، أمس الجمعة، استراتيجية “المغرب أرض كرة القدم”، بهدف تعزيز السياحة على المستوى الدولي عبر هذه الرياضة.
أفادت بذلك وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، في منشور على فيسبوك، خلال مشاركتها في مؤتمر بالرباط عن كرة القدم.
وقالت إن هذه الاستراتيجية الترويجية الطموحة تجمع بين شغف المغاربة بكرة القدم وجاذبية وجهة المغرب، لتعزيز إشعاع المملكة في الساحة العالمية.
وأوضحت الوزير عمور أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى تعزيز الإشعاع السياحي للمغرب من خلال كرة القدم، وجذب مشجعين ومستثمرين وسياح من جميع أنحاء العالم.
ومن بين أهم محاور الاستراتيجية، وفق الوزيرة، إطلاق حملات ترويجية مع اللاعبين المغاربة، وأنشطة ترويجية خلال المباريات الكبيرة.
وأشارت إلى أن هذه المبادرة طريقة جديدة لتعزيز الرغبة في اكتشاف المغرب، ولفت الانتباه إلى البطولات الكبرى التي تمثل إشعاعا عالميا.
وخلال 2024، استقطبت المملكة 17.4 مليون سائح، بزيادة بلغت 20 بالمئة مقارنة بعام 2023، لتتصدر وجهات السياحية في إفريقيا خلال العام الماضي.
وأطلق المغرب العديد من المشاريع استعدادا لتنظيم كأس أمم إفريقيا لكرة القدم 2025، ومونديال 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال.
وفي دجنبر الماضي، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، خلال مؤتمر افتراضي استثنائي، منح المغرب وإسبانيا والبرتغال شرف استضافة نهائيات كأس العالم 2030.
ومن المنتظر أن تستضيف 7 مدن مغربية مونديال 2030 وهي: الرباط والدار البيضاء وبنسليمان (غرب)، وطنجة وفاس ومراكش (شمال)، وأكادير (وسط).
وكان المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، أشرف فايدة، قد أبرز الأربعاء الماضي بالرباط أن مونديال 2030 سيكون فرصة لتسخير شغف كرة القدم والاعتزاز بالانتماء لخدمة السياحة وتعزيز إشعاع صورة المغرب على الصعيد الدولي.
وفي هذا السياق، ذكر فايدة بأداء المنتخب المغربي في كأس العالم الذي نظم في قطر 2022، والذي ساهم في الترويج لصورة المغرب حول العالم، مؤكدا أن الجهود المبذولة حاليا تهدف إلى الاستفادة من التنقل عبر البحر الأبيض المتوسط خلال كأس العالم 2030، بغية ترسيخ المكتسبات والمضي قدما في تطوير السياحة الوطنية.
وأكد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، أن تنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم في المغرب يندرج في إطار دينامية تنموية خاصة، تجمع بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي.
وأوضح لقجع، خلال مشاركته في قمة كرة القدم العالمية 2025، التي تنظم على مدى يوميين، بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أن تنظيم كأس العالم 2030 يأتي في سياق دينامية تنموية أطلقها المغرب، تتميز بمسار متوازن بين ما هو اقتصادي وما هو اجتماعي، وذلك تماشيا مع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي جعل من الرياضة رافعة للإدماج الاجتماعي.
وأضاف خلال حلقة نقاشية حول دبلوماسية كرة القدم والسياحة والتثمين الحضاري في أفق كأس العالم 2030، أن سياسة تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى تعد استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تطوير البنيات التحتية، فضلا عن تعزيز قدرات التكوين والتأطير، لجعل كرة القدم عاملا للتنمية البشرية.
وسلط رئيس الجامعة الضوء على الإرث الإنساني لكأس العالم الذي سينظم بشكل مشترك بين المغرب واسبانيا والبرتغال، لافتا إلى قيمة كرة القدم كرافعة للإندماج الاجتماعي وكرياضة تعزز قيم التنمية والرفاهية والتعايش.
وأكد أنه فضلا عن الأثر الاقتصادي، فإن كأس العالم 2030 ستفرز إرثا إنسانيا، من خلال تكوين الشباب وتعويدهم على القيم التي تنطوي عليها لعبة كرة القدم، مشيرا إلى التأثير الإيجابي لهذه الرياضة على وحدة الشعوب وتعايشها، وعلى العمل الجماعي والتنمية المشتركة.
من جانبه، أكد سفير إسبانيا في المغرب، إنريكي أوخيدا فيلا، أن مونديال 2030، الذي ينظم لأول مرة في قارتين، يشكل في الوقت ذاته تحديا ومسؤولية.
وتطرق فيلا إلى الجوانب المختلفة التي يكتسيها هذا الحدث، مشددا على البعد الإنساني من خلال إشراك الشباب.
يذكر بأن قمة كرة القدم العالمية الرباط 2025، التي ترفع شعار “تثمين الإرث المستقبلي لكأس العالم خدمة لإفريقيا” تنظم بشراكة مع EVOSPORT الفرع التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وبتعاون مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
وكان موقع “أوديسيه” الإعلامي المتخصص في الأسفار، قد أكد، أن المغرب، الوجهة الحلم عند ملتقى الثقافات، يرسخ مكانته ضمن”القوى السياحية الكبرى في العالم” في 2025.
وفي مقال بعنوان “المغرب يؤكد ازدهاره السياحي ويجذب الأوروبيين لقضاء عطلة عيد الفصح”، أشار الموقع الإخباري المتخصص إلى أنه “مع اقتراب عطلة عيد الفصح، يشهد الطلب على المملكة الشريفة إقبالا كبيرا، وخاصة من أوروبا”.
Leave a comment