تتنوع أنواع تأشيرات السفر بين الدول بحسب الغرض من السفر، فنجد أنواعا عديدة لتأشيرات السفر منها:
تأشيرة السفر السياحية أو الطبية، تأشيرة الدراسة، وتأشيرة العمل، تأشيرة المستثمر، تأشيرة الزيارة وغيرها من تأشيرات السفر، التي أُعدّت لولوج مواطنين من دول إلى دول اخرى حسب غاياتهم.
وفي السنوات الأخيرة، انتشرت ظاهرة جديدة للعمل عن بعد أطلق عليها اسم الرُحّل الرقميين، وهم مجموعة ممن يعتمدون في عيشهم على العمل عن بعد وبشكل حر، ويستفيدون من تلك الميزة في التنقل والسفر بين البلدان للتعلم وتنمية مهاراتهم واكتشاف الثقافات الجديدة.
ومع تزايد الطلب على سوق العمل عن بعد، تنامت فرص الرُحل الرقميين بالسوق العالمية، مما فرض على العديد من الدول النظر لمستقبل “الرقمنة والترحال”، حيث شهدت مهن كثيرة تغييرات على كيفية العمل فيها، بعد أن أصبح جل العاملين بها يتبع نمط العمل عن بعد، مستخدمين التكنولوجيا لأداء وظائفهم من أماكن مختلفة حول العالم، ما جعل ضرورة توفير تأشيرة خاصة لهذه الفئة من العاملين، ضرورة ملحة لا تستحمل التأخير، لتظهر لأرض الوجود تأشيرة جديدة تلبي هذه الغاية.
تأشيرة الرحل الرقميون هي نوع مبتكر من تصاريح الإقامة صممت خصيصًا لتلبية احتياجات العاملين عن بعد، وتختلف هذه التأشيرة عن التأشيرات السياحية قصيرة الأجل، حيث تتيح لحامليها الإقامة لفترات أطول تمتد من ستة أشهر إلى عامين.
تمنح تأشيرة الرحل الرقمية Digital Nomad لحامليها حق الإقامة والعمل في بلد أجنبي، مع استمرارهم في أداء وظائفهم لدى شركات تقع مقارها خارج هذا البلد.
تُعد هذه التأشيرة فرصة فريدة لتجربة الحياة في الخارج دون الحاجة إلى البحث عن وظيفة محلية، مما يتيح للأفراد التمتع بحرية العمل المستقل واستكشاف ثقافات متنوعة وخوض مغامرات جديدة تضيف الكثير لتجربتهم الشخصية والمهنية.
وعلى عكس تأشيرات العمل العادية، والتي تكون عادةً مخصصة للوظائف في الشركات المحلية بتلك البلدان، فإن تأشيرات Digital Nomad مخصصة للأشخاص الذين يعملون عبر الإنترنت لصالح شركات في دول أخرى أو يديرون أعمالهم التجارية الخاصة عبر الإنترنت.
قائمة الدول التي تقدم تأشيرات للرحل الرقميين في عام 2025
– إستونيا
وهي رائدة الابتكار الرقمي في هذا المجال، تقدم إستونيا واحدة من أولى تأشيرات الرحالة الرقمي الرسمية التي تتيح الإقامة لمدة تصل إلى عام كامل، كما يمكن للرحل الرقميين الإستفادة من برنامج الإقامة الإلكترونية الذي يسهل العمل عن بُعد وإدارة العمليات التجارية.
توفر إستونيا بنية تحتية تكنولوجية متقدمة، مما يجعلها مثالية لمحترفي التكنولوجيا.
– البرتغال
تعد البرتغال وجهة مميزة للرحل الرقميين بفضل انخفاض تكلفة المعيشة وجمالها الطبيعي ومجتمعها الودود.
تقدم تأشيرة الرحل الرقمية، المناسبة للعاملين لحسابهم الخاص والأفراد ذوي الدخل السلبي المستقر.
تتيح هذه التأشيرة الإقامة في البرتغال والسفر بدون تأشيرة في منطقة شنغن.
– ألمانيا
تفتح ألمانيا الفرص للرحل الرقميين للحصول على تأشيرة باسم “المستقل” (Freiberufler)، وهي خاصة بالعمل عن بعد والعمل الحر، ومدة التأشيرة تصل إلى 3 سنوات، وتشترط التقييد بمكاتب الضرائب المحلية ودفع ضرائب إلى الحكومة الألمانية، كما تضم فئة أخرى وهي تأشيرة الفنان والتي تطبق في برلين فقط وهي للفنانين الذين يمتهنون الرسم والموسيقى والكتابة، ويتم التقييم من خلال مكتب الضرائب المحلية، والذي يحق له اعتماد كل شخص وأوراقه بشكل منفصل.
– بربادوس
وهي دولة تقع في جزر الكاريبي، حيث يتيح برنامج ختم الترحيب” في بربادوس” العمل والعيش في هذه الجزيرة الساحرة لمدة تصل إلى 12 شهرا، تستقطب خلالها بربادوس الباحثين عن أسلوب حياة هادئ ومجتمع ودود.
– المكسيك
تسمح المكسيك بالحصول على تأشيرة إقامة تتراوح مدتها من عام إلى 3 أعوام، وتشترط إثبات دخل يزيد عن 1620 دولارا أميركيا خلال آخر 6 أشهر قبل التقديم، أو رصيد حساب مصرفي يزيد عن 27 ألف دولار، وتعد من أهم وجهات الرحّل الرقميين للسفر في السنوات الماضية.
– في دول الشرق الأوسط نجد دولة الإمارات العربية المتحدة (دبي)
والتي تعد ملاذا مناسبا للرحل الرقميين بفضل بنيتها التحتية الحديثة وأسلوب حياتها الفاخر، تُعتبر دبي وجهة رائدة للعاملين عن بعد.
توفر تأشيرة العمل عن بُعد الإقامة في مدينة عالمية تتيح الوصول إلى خدمات طبية ومرافق عمل حديثة ومجتمع تجاري دولي.
ويُنتَظر ان تنضم المزيد من الدول إلى هذه القاطرة في المستقبل القريب، خاصة بعد زيادة الإقبال على سوق العمل عن بعد، وكانت دولة ألبانيا من بين آخر الدول المنضمة لركب الدول المستقبلة التي تجتذب المزيد من المبدعين في مختلف المجالات، ما ينعكس إيجابا على سير العجلة الاقتصادية في تلك البلدان.
ألبانيا طرحت “تصريح الإقامة الموحد”، الذي يسمح للرحالة الرقمي، الإقامة والعمل لمدة سنة واحدة مع إمكانية التجديد خمس مرات متتالية.
من هي الفئة المستهدفة من تأشيرة الرحالة الرقميين؟
الموظفين عن بعد: الأشخاص الذين يعملون لدى شركات خارج البلد المضيف.
مقدمي الخدمات: الأفراد العاملون لحسابهم الخاص والذين لديهم عملاء في المقام الأول خارج البلد المضيف.
رجال الأعمال: أصحاب الأعمال الذين يمكنهم إدارة عملياتهم عن بعد.
بعض المهنيين: غالبًا ما يشمل ذلك المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات والكتاب والمسوقين والمستشارين.
الوثائق المطلوبة للتقديم على تأشيرة الرحل الرقميين
تبدأ عملية تقديم طلب الحصول على التأشيرة، بجمع المستندات الصحيحة لذلك:
– جواز سفر ساري المفعول، يجب أن تمتد صلاحية جواز سفرك ستة شهور على الأقل بعد انتهاء إقامتك المخطط لها، وأن يكون جواز السفر صالحًا طوال مدة التأشيرة.
– توفير وثائق اثبات العمل عن بعد، كخطابات أصحاب العمل أو أوراق ملكية الشركات أو عقود العمل الحر، ويجب الإشارة إلى تفاصيل العمل والدخل.
– الإثبات المالي للدخل، بتوفير كشوفات الحساب المصرفية أو قسائم الدفع أو الإقرارات الضريبية التي توضح الحد الأدنى من الدخل، لإعالة نفسك بعيدًا عن الوظائف المحلية.
– تقديم إثبات التأمين الطبي الشامل يغطي علاج الأمراض وحالات الطوارئ، وقد تطلب بعض البلدان الحد الأدنى من متطلبات التغطية الصحية.
– تقديم عقود الإيجار أو حجوزات الفنادق التي توضح المكان الذي ستقيم فيه خلال فترة وجودك بداخل الدولة.
أصبح العمل عن بعد ظاهرة متزايدة الانتشار، ومع تزايد إدراك الشركات والأفراد لقيمة الحرية والفرص التي يوفرها هذا النمط من العمل اكتسبت تأشيرات الرحل الرقمية شعبية كبيرة، مما يمنح المستفدين منها، مرونة أكبر للاستمتاع بتجارب ثقافية متنوعة واستكشاف آفاق جديدة.
والتحول إلى رحالة رقمي لا يعني مجرد تغيير مكان عملك فحسب، بل إنه طريقة جديدة لتحقيق التوازن بين وظيفتك وحياتك، واكتساب خبرات جديدة مع الاستمرار في تنمية حياتك المهنية.
Leave a comment