Home الرئيسية السكوندو نظام تقليدي لتوزيع المياه وأداة جذب سياحي وثقافي بتطوان
الرئيسيةأخبار السياحةالسياحة الداخلية

السكوندو نظام تقليدي لتوزيع المياه وأداة جذب سياحي وثقافي بتطوان

Share
Share

الماء عصب الحياة، فلا عيش بدون ماء، فهو أساس المخلوقات كلها، به تحيا الأرض ومن عليها وفي قلته ضرر وفي نذرته أَذًى، وقد أظهر المغاربة حكمة وعبقرية في تدبير هذه المادة الحيوية عبر التاريخ، حفاظا على هذه الثروة الطبيعية من حيث الاستعمال والجمع والتصريف والتدبير من خلال توظيف أنظمة لتوزيع الماء كالخطارات وهي عبارة عن قنوات مائية على شكل رواق أفقي تحت الأرض ترتبط بالآبار، وتمتد لبضع كيلومترات بهدف جمع المياه لفترة أطول وتوزيعها بعد ذلك على الواحات.

كما حافظ المغرب بالإضافة إلى الخطارات على هذه المادة الحيوية باتخاذ قرارت جوهرية غيرت من توجه البلاد في مجال التدبير المائي بالثورة التي أطلقها جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، تخص مجال بناء السدود وتخزين المياه عن طريق تشييد المنشآت الحديثة، وكذا بنيات نقل الماء من حوض لآخر.

السكوندو نظام تقليدي لتوزيع المياه وأداة جذب سياحي وثقافي بتطوان.
الخطارات نظام لتوزيع الماء

وتنتشر الأنظمة المائية بالمغرب حسب الجهات والتضاريس الجغرافية التي تتميز بها منطقة عن أخرى، فبمدينة تطوان شمال المغرب اعتمد ساكنة المدينة العتيقة نظاما مبتكرا يعود تاريخه للقرن الخامس عشر، وهو أحد أهم العجائب المعمارية والعمرانية المهمة والمتميزة بمدينة تطوان، التي ظلت صامدة لقرون ويحمل إسم “السكوندو”،وهو نظام لتوزيع المياه ينطلق صبيبه من العيون التي انبجست في سفح جبل درسة بين باب النوادر وباب المقابر، لتصل عبر المياه الجوفية التي تجمعت تحت مدينة تطوان.

ويزود هذا النظام الإستثنائي جميع مرافق المنزل بالماء وكذا السقايات العمومية والمساجد والرياضات والحمامات، وبمرور الوقت تطور نمط اشتغال هذا النظام وأصبح أكثر تعقيدا بالموازاة مع تطور النسيج الحضري وازدهار المدينة.

وتختلف الآراء والروايات حول أصل تسميته بالسكوندو، لكنها تجمع على أن هذا النظام الفريد هو أول نظام لتوزيع المياه أنجز بالمغرب، حيث كان يطلق عليه التطوانيون تسميات “ماء الله”، و”ماء المِعْدة”، وأيضا “ماء القناة”، وهو ما أكده الأستاذ بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، خالد الرامي، في تصريح خص به وكالة المغرب العربي للأنباء.

السكوندو نظام تقليدي لتوزيع المياه وأداة جذب سياحي وثقافي بتطوان.

وأوضح الأستاذ الرامي أن عمليات الترميم والصيانة المستمرة والتحسينات التي تم القيام بها، ساهمت في الحفاظ على هذا النظام الرائع والرفع من نجاعته تماشيا مع حاجيات الساكنة التي تتغير باستمرار والتطور العمراني، معتبرا أن هذا النظام يمكن اعتباره أداة جذب سياحي وثقافي، يتعين تثمينها.

من جهته، أفاد طه بوحسون، المهندس المعماري المكلف ببرنامج ترميم وإعادة الاعتبار للمدينة العتيقة لتطوان، بأن نشأة المدينة العتيقة لتطوان كانت مرتبطة منذ البداية بالعنصر المائي، على اعتبار أن تسمية مدينة تطوان “تطاوين” تعكس هذه العلاقة الوثيقة، ذلك أن هذه الكلمة تعني “عيون” بالأمازيغية، مسجلا أن أسماء مجموعة من أحياء المدينة العتيقة مستوحاة من الماء كحي “لعيون” وحي “الساقية الفوقية” و”شريشر” و”السانية”.

وقد تم الإستعانة ببراعة وخبرة مجموعة من المهندسين الأندلسيين، الذين لهم دراية بتدبير المياه كقصر الحمراء على سبيل المثال، من أجل تطوير شبكة تقليدية بتطوان، استنادا إلى المبادئ العربية للتزود بالماء في عهد مؤسس مدينة تطوان سيدي المنظري ،حسب ما أشار إليه المهندس طه بوحسون.

ويشهد هذا الموروث المعماري والعمراني أشغال صيانة وتأهيل للسقايات، إذ أكد أيوب إدلحاج المسؤول عن تنسيق وتتبع البرنامج التكميلي لتثمين وتأهيل المدينة العتيقة لتطوان، مسجلا أن لهذا المشروع وقع إيجابي سواء بالنسبة لساكنة المدينة العتيقة، التي لا يزال العديد منهم يستعملون هذا النظام.

نظام لا تزال تتناقله الأجيال جيل بعد جيل، وله يرجع الفضل في تصنيف المدينة العتيقة لتطوان تراثا عالميا للإنسانية.

Share

Leave a comment

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Articles
اليونسكو تختار مدينة الصويرة لاحتضان مؤتمر المدن الإبداعية
السياحة الداخليةأخبار السياحةالرئيسية

اليونسكو تختار مدينة الصويرة لاحتضان مؤتمر المدن الإبداعية

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، اليوم الاثنين، أن مدينة...

مدينة كان الفرنسية تسمح برسو سفينة سياحية واحدة يوميًا
السياحة الخارجيةأخبار السياحةالرئيسية

مدينة كان الفرنسية تسمح برسو سفينة سياحية واحدة يوميًا

تعتزم مدينة كان الفرنسية السماح برسو عدد أقل من السفن السياحية في...