في أيام العطل ونهاية الأسبوع لم يعد الأمر يقتصر على الوجهات السياحية المعتادة والتي اعتاد الزائر المغربي والأجنبي عليها، فهناك من يختار المدينة الحمراء مراكش لقضاء عطلته السياحية وهناك من تأخذه الأهواء إلى عاصمة سوس أكادير لقضاء أيام هناك، ومن يختار المدينة العتيقة لفاس وزيارة أسواقها التاريخية، وبين من يعشق زيارة مدينة الداخلة حيث تعانق الكثبان الرملية أمواج المحيط، وهناك من يعشق المبيت في الكثبان الرملية والليال الساحرة في صحراء المحاميد الغزلان ووحات النخيل في مدينة ورززات وزاكورة والراشيدية وغيرها الكثير من المناطق الصحراوية الغنية بالأماكن السياحية الخلابة التي تزخر بها بلادنا، وبين من يعشق زيارة المناطق الشمالية والتمتع بهدوء مياه البحر الأبيض المتوسط في الخط الساحلي الممتد من مدينة طنجة الى مدينة السعيدية في أقصى الشمال الشرقي للمغرب، وهي وجهتنا لهذا اليوم.
هذه المدينة الساحرة التي كانت وجهة محببة لعشاق الرستجمام والاستمتاع بنسمات الصيف في فضاءاتها الليلية من مهرجانات وحفلات ومعارض تقام بشواطئها، باتت اليوم قبلة لوافدين من نوع خاص حيث تحط الجماهير المغربية الرحال بمدينة وجدة -التي تبعد ب65 كيلومترا عن مدينة السعيدية- قادمة من كل حدب وصوب لمتابعة أطوار مقابلة المنتخب الوطني ونظيره النيجر برسم تصفيات كأس العالم 2026، وستجرى المباراة بين الطرفين، على أرضية “الملعب الشرفي” بمدينة وجدة، وهي المقابلة الثالثة التي يلعبها المنتخب المغربي بالملعب الشرفي على أن يستضيف الملعب نفسه رابع مقابلة للمنتخب يوم الثلاثاء المقبل حين يواجه المنتخب التنزاني في الجولة السادسة من المجموعة الخامسة للتصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم عام 2026.

وتسعى الجهات المحلية المعنية بالقطاع السياحي للنهوض بالمؤهلات التي تتميز بها جهة الشرق حيث تعمل جاهدة للتعريف بها، وما تزخر به من مؤهلات سياحية والترويج للمنطقة والخروج بها من السياحة الموسمية إلى الاستدامة وجعلها مركزا حيويا لاستقطاب السياح على طول السنة لا فصل الصيف فقط، فهي تمتلك كل المقومات لتفرض نفسها كوجهة مفضلة للسياح المغاربة والأجانب.
إضافة إلى ذلك احتضنت مدينة وجدة لقاء مخصصا لتشجيع الاستثمار بجهة الشرق، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ22 لإطلاق المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق.

هذه المبادرة السامية التي تهدف لتنمية الجهة، ارتكزت على إحياء النسيج الاقتصادي للجهة، وتشجيع روح المقاولة وريادة الأعمال، وتعزيز جاذبية هذه المنطقة التي تزخر بمؤهلات وإمكانات هائلة غير مستغلة بالشكل المطلوب.
وأكد المتحدثون خلال هذا اللقاء أن هذه الرؤية الملكية السامية، أعطت على مدار العقدين الماضيين، زخما جديدا وخلقت دينامية تحويلية في جهة الشرق، التي تشهد تحولا متسارعا وتسير بخطى ثابتة في طريق التنمية، مشيرين إلى أن الاستثمارات الكبيرة في مجال البنيات التحتية، وتعزيز النسيج الصناعي، والاهتمام بالكفاءات البشرية وتثمينها، أدت إلى إرساء دينامية إيجابية وناجحة وماتزال آثارها تترسخ على صعيد الجهة بأكملها.
ومع حلول عام 2025 تستهدف جهة الشرق زيادة في عدد الزوار بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي.
Leave a comment