في عمق منطقة سوس جنوب المغرب تتربع مدينة الفضة تزنيت، مصنع الحلي والمجوهرات الامازيغية بالمغرب.
أسسها السلطان مولاي الحسن الاول سنة 1882 واشتهرت بتاريخها وتراثها وحليها الفضية.
خلف سور المدينة الذي يبلغ ارتفاعه 8 أمتار يحيط به 56 برجا وتخترقه 5 أبواب، تختبئ المدينة العتيقة الزاخرة بكنوزها المعمارية وسكانها المعروفين بالكرم والضيافة، وتتمتع فضلا عن ذلك بمناخها المعتدل بفضل موقعها بين الأطلس الصغير والساحل الأطلسي.
وتتوسط مدينة تزنيت ساحة المشور التي تعتبر القلب النابض للمدينة حيث تتراص دكاكين الحرف التقليدية وصناع الحلي، وهو المكان الذي يحلو لسكان المدينة وزوارها الاسترخاء فيه خاصة في فترة المساء حيث تعرف الساحة عروضا وأنشطة فنية تسر الحاضرين.
وغير بعيد عن الساحة تجذبك أماكن صياغة الحلي والمجوهرات، فأي وافد يزور المدينة لا تفوته فرصة زيارة الحرفيين المهرة في صياغة المجوهرات، حيث تجود اناملهم بأرقى التحف الفنية التي لن تقاوم رغبتك في اقتناء بعضها فهي فرصة مناسبة مادامت أسعار الفضة في تزنيت محفزة ومعقولة وجودة المنتجات عالية، حتى ولو كان في مخيلتك تصميم خاص بك هنا يتم ترجمته للواقع فما عليك الا ان تطلب، فلا شيء هنا يعجز الحرفيين.
تخفي مدينة مدينة تزنيت في طياتها أسراراً لا تنتهي، ما يجعل اختيار نقطة الانطلاق لاستكشافها مغامرة بحد ذاتها، هنا في أحيائها التاريخية وبين ابراجها الخمسة تنتصب قصبة أغناج على مساحة ممتدة على اكثر من 6000 متر مربع تطل على منبع مياه عين أقديم، العين التي أُسِّست المدينة حولها في البداية، هنا بين الحوض والبستان تنبع العين الزرقاء التي شيدت بجانبها قصبة “أغناج” التي تحمل اسم القائد الحاحي محمد أغناج، وتعتبر القصبة من أقدم القصبات التاريخية التي تقع في عمق المدينة العتيقة لتزنيت.
وإذا كانت بناية القصبة تبدو باهرة من الخارج، فهي لا تقل بهاء من الداخل فهذا الموقع التراثي الأصيل ليس مجرد مشهد معماري ساحر فقط، بل هي أيضًا ملاذ لعشاق الأماكن الأثرية وعشاق الهدوء والراحة واكتشاف خصائص فن المعمار في تلك الحقبة.
تنوعت وظائف القصبة عبر التاريخ فقد كانت في الأمس الغابر سجنا إداريا ثم مدرسة وحديقة عامة ،وباتت اليوم تؤوي مركبا ثقافيا ومتحفا يروي تاريخ تزنيت والمنطقة.
تتيح زيارة قصبة “أغناج” فرصة نادرة لاكتشاف الكنوز المعمارية بالمدينة، وسبر أغوار الأحداث التاريخية التي تصدح بها جدرانها وأبراجها، منادية كل زائرا لها بصوت خافت يقول”يا عابر القصبة..لا بد لك من العودة”.
Leave a comment