معرض الصين الدولي للسياحة: الرواق المغربي فضاء يبرز عمق التراث الثقافي للمملكة

تألق الرواق المغربي بمعرض الصين الدولي للسياحة، وهو حدث سياحي رائد بالصين، حيث استأثر باهتمام الزوار بهندسته ومعماره، وأجوائه الأصيلة.

وبرز الرواق المغربي الذي أقامه المكتب الوطني المغربي للسياحة على مساحة 200 متر مربع، بشكل ملفت خلال هذا المعرض الذي عرف مشاركة أكثر من 200 عارض يمثلون 80 بلدا.

وتميز الرواق، الذي يمزج بين اللونين الأحمر والذهبي، بأشكاله الهندسية المنقوشة بدقة وأقواسه الحديدية المزخرفة، مما خلق أجواء حميمية تجسد قيم الضيافة المغربية الأصيلة.

واستضاف الفضاء المركزي من الجناح خلال هذا الحدث أشكالا ثقافية متنوعة، حيث قدم فنانون أغاني من التراث المغربي، في الوقت الذي أقبل فيه عدد كبير من الزوار على تذوق الشاي المغربي.

وشكل فن الخط العربي أحد أبرز نقاط قوة فضاء الرواق المغربي، حيث قدم خطاط مبدع بزيه التقليدي المغربي الأصيل، أعماله أمام حشد من الزوار الصينيين الذين تابعوا باهتمام كل حركة من هذه الممارسة العريقة.

وخلف هذا الفنان المبدع، تم عرض لوحة ضخمة تجسد نماذج من الخط العربي بأحرف حمراء وبيضاء.

وفي جزء آخر من الرواق تم تجسيد الأجواء الفريدة لمدينة شفشاون بجدرانها الزرقاء التي تم تزيينها بأشكال هندسية تقليدية، وكذا أزقة المدينة الزرقاء الشهيرة، التي أصبحت في غضون سنوات قليلة أحد أكثر الوجهات تصويرا في المغرب.

كما تم عرض مجموعة من قطع الصناعة التقليدية المغربية، من بينها صواني نحاسية، على جدار مزين باللونين الأحمر والأبيض مستوحى من أشكال الزليج التقليدي.

واستأثر الرواق المغربي باهتمام شخصيات مرموقة، من بينهم على الخصوص وزير السياحة والفنون والثقافة الماليزي، تيونغ كينغ سينغ، والمسؤولون التنفيذيون في تنظيم المعرض، وممثلو كبرى المجموعات السياحية.

ويشكل معرض الصين الدولي للسياحة، الذي تختم أشغاله يوم الخميس 29 ماي بالمركز الدولي للمعارض والمؤتمرات بشنغهاي، منصة لا محيد عنها للتشبيك، وفرص الأعمال في قطاع السفر.

وسجل المكتب الوطني المغربي للسياحة حضورا قويا في دورة هذه السنة من المعرض، بوفد كبير يتكون من خبراء القطاع بقيادة المدير العام للمكتب، أشرف فائدة.

وكان أبرز حدث في هذا المشاركة توقيع مذكرة تفاهم استراتيجية مع “تريب.كوم” (TRIP.COM)، وهي أكبر وكالة أسفار عبر الإنترنت بالصين.

وتهدف هذه الشراكة، التي تمتد لثلاث سنوات، ابتداء من ربيع 2025، إلى تحقيق هدف طموح يتمثل في استقطاب 1,15 مليون ليلة مبيت صينية بالمغرب بحلول سنة 2028. كما تشمل جهودا مكثفة لتعزيز صورة الوجهة السياحية والتعريف بها، بما في ذلك في الأسواق ذات الصلة مثل اليابان وكوريا.

وبحسب الأكاديمية الصينية للسياحة ومنظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة، سيرتفع عدد المسافرين الصينيين إلى الخارج من 87 مليونا في 2023 إلى حوالي 130 مليونا في 2024. وتشير التوقعات إلى وصول عدد المسافرين إلى 155 مليون مسافر في 2025، مع هدف الوصول إلى 200 مليون مسافر بحلول سنة 2028.

وتعتبر الصين التي تمثل واحدا من كل عشرة سياح في العالم بـ 150 مليون مسافر سنويا، أكبر سوق سياحي عالمي من حيث الحجم والإيرادات.