على بعد أشهر قليلة يستعد المغرب لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم “كان المغرب 2025“، حيث يراهن القطاع السياحي على هذا الحدث ليشكل محطة بارزة في تعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية.
ستجرى النهائيات في الفترة الممتدة ما بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026، في تسعة ملاعب موزعة على مدن الرباط، والدار البيضاء، وفاس، ومراكش، وأكادير، وطنجة.
كيف استعد القطاع السياحي؟
أكدت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني أن “القطاع السياحي بالمملكة جاهز لاستضافة نهائيات كأس إفريقيا، حيث جرى العمل على تعزيز طاقة الإيواء ليس فقط في المدن المحتضنة للتظاهرة، وإنما على المستوى الوطني”.
وأوضحت الوزارة، في معطيات قدمتها لـSNRTnews، أنه تم الاشتغال على تعزيز الربط الجوي في إطار خارطة طريق السياحة 2023-2026، بإطلاق خطوط جديدة تربط المغرب بالأسواق المصدرة للسياح، إلى جانب تحسين الربط الجوي الداخلي. كما يتم العمل على تنويع عروض الترفيه لتعزيز التجربة السياحية لدى المشجعين.
وأضاف المصدر ذاته أن تنظيم تظاهرات كبرى، ككأس أمم إفريقيا وكأس العالم 2030، يعزز إشعاع المغرب عالميا ويوسع حضوره في أسواق جديدة. كما أن الاستثمارات في البنيات التحتية، والنقل، والإيواء، والربط الجوي، تجعل الوجهة أكثر تنافسية حتى بعد انتهاء التظاهرات، وتزيد من ثقة المستثمرين في السوق المغربية.
وأشار إلى أن “هذه الجهود ستترجم إلى تدفق أكبر للسياح، وارتفاع مداخيل القطاع، إضافة إلى خلق فرص عمل جديدة لفائدة الشباب بمختلف جهات المملكة”.
فرصة واعدة
تشهد مختلف جهات المملكة استعدادات مكثفة لهذا العرس الكروي، وفي هذا السياق، أكدت رقية العلوي، رئيسة المجلس الجهوي للسياحة بطنجة–تطوان–الحسيمة، أن الجهة في طور تحضيرات شاملة لاستقبال هذا الحدث الرياضي الكبير.
وأوضحت العلوي، في تصريح لـSNRTnews، أن العمل جار بتنسيق مع مختلف الشركاء على عدة مستويات، تشمل تأهيل البنيات التحتية الرياضية والسياحية والخدماتية، وتعزيز الطاقة الاستيعابية للفنادق، وتوفير خدمات عالية الجودة، إلى جانب إطلاق حملات ترويجية للتعريف بمؤهلات الجهة، وتأهيل الموارد البشرية وتكوين المهنيين في مجالات الاستقبال والسياحة.
وقالت: “نطمح إلى أن تكون الجهة من بين الوجهات المفضلة للمشجعين والزوار خلال هذه التظاهرة المهمة، التي ستساهم في تعزيز إشعاع المنطقة”.
وأضافت أن تنظيم نهائيات كأس إفريقيا 2025 في المغرب، وخاصة بجهة طنجة–تطوان–الحسيمة، يفتح آفاقا واسعة أمام القطاع السياحي من حيث الفرص الاقتصادية والاستثمارية، مما يشكل فرصة لجذب آلاف الزوار من مختلف الدول الإفريقية والعالمية، وهو ما سينعكس إيجابا على نسب الإشغال الفندقي، والمطاعم، وخدمات النقل، والأنشطة الترفيهية.
السياحة رافعة اقتصادية
من جهته، يرى حميد بن الطاهر، رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، أن استضافة كأس إفريقيا تمثل مناسبة مثالية لتسويق صورة المغرب كوجهة سياحية كبرى، وستمنح دفعة قوية للقطاع على المدى القريب والمتوسط، بما يساهم في خلق قيمة مضافة مهمة للاقتصاد الوطني.
وأوضح بن الطاهر، في تصريح لـSNRTnews، أن المغرب راكم خبرة واسعة في تنظيم الأحداث الكبرى خلال السنوات الأخيرة، سواء الرياضية أو الفنية أو الاقتصادية أو السياسية.
وأبرز أن القطاع السياحي يعد من أكبر المشغلين على المستوى العالمي، حيث يساهم بحوالي 10% من مناصب الشغل. والأهم أن مستقبل التشغيل يتجه بشكل متزايد نحو هذا القطاع، إذ تشير التوقعات إلى أن نحو 25% من فرص العمل خلال السنوات المقبلة ستأتي من السياحة.
وتابع أن المغرب يتعامل مع هذه المعطيات بجدية، لاسيما أن تنظيم نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 سيشكل دفعة قوية لهذا القطاع. فارتفاع عدد الزوار خلال فترة البطولة سينعكس بشكل مباشر على النشاط الاقتصادي، وسيوفر فرص عمل إضافية في مجالات الإيواء والنقل والخدمات الموازية.
Leave a comment