عيد الأضحى بدون نحر..المغاربة يقضون عطلة العيد في الفنادق بعيدا عن المنازل

بعد قرار عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة، اغتنم العديد من المواطنين الفرصة لقضاء أيام عطلة العيد في الفنادق سواءً داخل أو خارج المدينة.

حيث استقبل المواطنون القرار بترحيب كبير، واعتبروه خطوة لحماية القطيع المحلي والقدرة الشرائية للأسر في ظل الأسعار الملتهبة التي عرفتها الأضاحي العام الماضي، وقرروا الحفاظ على روحانية هذه المناسبة ومظاهرها الاجتماعية رغم التزامهم بقرار عدم الذبح.

ما أدى إلى ظهور عادات جديدة متعلقة بعيد الأضحى، وتنامي إقبال المغاربة على العروض المبتكرة التي تجمع بين الاستجمام والاحتفال، وسبق وأن جرت الاستعدادات قبل أشهر، خاصة بعد الرسالة الملكية التي دعت المواطنين إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد، لسيتعد أرباب الفنادق بالمملكة الى تكثيف النشاط وتوفير الخدمات الفندقية للزبائن الراغبين في الاحتفال “بالعيد الكبير” على نحو مختلف.

الفنادق الفاخرة أو حتى دور الضيافة، هذه الوجهات التي تحظى بشعبية كبيرة في صفوف السياح المغاربة، اقترحت عرضا واسعا من المنتجات والخدمات مع تنشيط متنوع، مصحوب بفرق مناسبة للموسيقى والإيقاع، لإرضاء شغف الصغار والكبار على حد سواء.

ومن أجل الاستجابة للطلب المتزايد، تضاعف المؤسسات الفندقية مجهودها الإبداعي، غير أن الأسعار والتعريفات تتباين وفقا للعروض المقترحة خصيصا من أجل العيد.

بالنسبة لعبد الرحمن، مدير وحدة سياحية، “يرتفع الطلب خلال هذه الفترة وتقترح معظم الفنادق الكبرى عروضا خاصة بهذه المناسبة، غير أنها تظل نسبيا مرتفعة الثمن”.

وأوضح أن فنادق أخرى تفضل الاستفادة من ارتفاع الطلب دون الزيادة في الأسعار، مؤكدا أن هذه الأخيرة تختلف من جهة إلى أخرى.

وقال “من جانبنا اعتدنا سنويا على استقبال زبناء اختاروا قضاء العيد في مؤسستنا ومن الواضح أن علينا التكيف”، مشيرا إلى أن أعضاء الفريق أكثر عددا وأنه تم إعداد برنامج خاص لهؤلاء الزبناء المميزين. وأضاف “نحن ننظم هذه المناسبة السنوية منذ 9 سنوات”.

ومن جانب الزبناء، يبدو الذين خاضوا التجربة راضين ويتحدثون بارتياح عن ذكرياتهم لعيد قضوه بشكل مختلف، وفي المقابل ينتاب التردد بعض الأشخاص الأقل اطلاعا على هذا النمط الجديد، ولا يتصورون استبدال تقاليد عيد الأضحى والأجواء العائلية المرتبطة به بالإقامة في مؤسسة فندقية.

وأعربت فاطمة الزهراء، وهي زبونة وفية للفندق ذاته عن سعادتها “ككل سنة نحن سعداء للغاية بقضاء عيد الأضحى هنا ونشعر بأننا بخير، الأجواء رائعة وكل الظروف مهيئة كي نشعر وكأننا في البيت”.

وتعرض مؤسسات فندقية كل سنة عروضا خاصة بـ”عيد الأضحى”، وهي تجذب المزيد من المغاربة، ويتعلق الأمر أساسا بعائلات أو أزواج شباب مع أو بدون أطفال، يرغبون في أن يعيشوا أجواء العيد الروحانية حتى ولو لم يقيموا شعيرة الذبح إلا أنهم يقضون أيام العطلة على نحو مغاير ويكرسون هذه المناسبة من أجل الاستراحة، ولو لبضعة أيام.