تواصل حديقة ماجوريل وعلي زاوا جهودهما قصد تعزيز ولوج الشباب المغربي إلى الثقافة، وذلك في إطار برنامج للوساطة الثقافية.
ويتوخى برنامج الوساطة الثقافية، الذي طورته مؤسسة “حديقة ماجوريل” والموجه لتلاميذ المؤسسات العمومية والبنيات الاجتماعية بمراكش، تقريب الأجيال الشابة من التراث الفني والتاريخي للمملكة، وتمكينهم من اكتشاف المواقع البارزة بحديقة ماجوريل.
وأوضح بلاغ للمؤسسة، أن هذا البرنامج يروم أيضا، توعية الشباب إزاء القيم الأساسية التي تتبناها المؤسساتان، وهي الاكتشاف والحوار بين الثقافات وغنى التراث المغربي وكذا احترام التنوع والبيئة، مشيرا إلى أن هذا المشروع يندرج ضمن مقاربة الانفتاح والصحوة الثقافية، الرامية إلى جعل الثقافة رافعة للتفتح والإدماج بالنسبة للشباب.
وذكر البلاغ بأنه من أجل التنزيل الناجع لهذا البرنامج، تم توقيع اتفاقية شراكة في أكتوبر 2024 بين مؤسسة “حديقة ماجوريل” ومؤسسة “علي زاوا” المعروفة بخبرتها في الوساطة الثقافية والتزامها تجاه الشباب.
وأشارت مؤسسة حديقة ماجوريل إلى أنه منذ توقيع هذا الاتفاق بين الطرفين، تم بلوغ أزيد من 50 في المائة من الأهداف المرتقبة، كما أن البرنامج في طريقه إلى تجاوز الانتظارات الأولية.
ووفقا للحصيلة المرحلية، فقد شارك 350 طفلا في الزيارات والورشات، وهو رقم يتجاوز التوقعات، مما يشير إلى أنه سيتم تجاوز هدف 600 مستفيد لهذه السنة.
ويتيح برنامج الوساطة الثقافية الفرصة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و11 سنة، المنحدرين من مؤسسات تعليمية عمومية وجمعيات محلية، لاكتشاف حديقة ماجوريل ومتحف إيف سان لوران مراكش ومتحف بيير بيرجي للفنون الأمازيغية.
وأكد المصدر ذاته، أن هذه الاستكشافات ليست مجرد جولات إرشادية بسيطة، بل يتم إغناؤها بورشات تفاعلية للنسيج والرسم والفخار والبستنة، يشرف عليها حرفيون ومبدعون محليون، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يتيح للشباب تجربة حسية تفاعلية ويعيدهم إلى جذورهم الثقافية.
ونقل البلاغ عن مديرة حديقة ماجوريل، سهام قريفة، قولها “نحن سعداء بتقديم هذه الفرصة للأطفال لاكتشاف تراثهم الثقافي في إطار تربوي محمول على الإبداع. والنتائج التي تم تحقيقها حتى الآن تحفزنا على توسيع نطاق البرنامج ليتجاوز أهدافه الأولية”، مضيفة “بصفتي مغربية، فإن رؤية هؤلاء الأطفال وهم مندهشون من ثراء تراثهم هو مصدر فخر كبير”.
من جهتها، قالت جولي أرنو، مديرة البرنامج البيداغوجي، إن “البرنامج يعتمد على جهد مشترك بين الأساتذة والمدارس والحرفيين والوسطاء الثقافيين لتوفير تجربة فريدة للأطفال”، مبرزة أن “نقل التراث الثقافي يعد أساسيا، وأن هذا البرنامج يجسد تماما هذه المهمة”.
وتُعنى المؤسسة الثقافية “حديقة ماجوريل” بإشعاع وصيانة الحديقة، و”فيلا وازيس”، ومتحف بيير بيرجي للفنون الأمازيغية، ومتحف إيف سان لوران مراكش.
وتعتمد هذه المؤسسة الثقافية على التمويل الذاتي لمشاريعها وتدعم البرامج الثقافية والتربوية والاجتماعية عبر المملكة.
من جانبها، تعمل مؤسسة “علي زاوا”، منذ أزيد من 10 سنوات، على الإدماج النفسي والاجتماعي والاقتصادي للشباب المنحدرين من أوساط هشة عبر الفن والثقافة.
Leave a comment