تتألق جهة الشرق المغربية كوجهة سياحية متميزة، تجمع بين سحر الشواطئ المتوسطية في السعيدية وجمال الواحات الصحراوية في فكيك. هذه المنطقة، التي تُعدّ بوابة السياحة المغربية الشرقية، تجذب الزوار بتنوعها الطبيعي والثقافي، مدعومة بمشاريع تنموية طموحة تهدف إلى ترسيخ مكانتها كـ”أكادير الثانية”. في هذا المقال، نستعرض ما تقدمه جهة الشرق من تجارب سياحية فريدة، مع التركيز على السعيدية وفكيك كوجهتين رئيسيتين.
السعيدية: الجوهرة الزرقاء على البحر الأبيض المتوسط
تُعرف السعيدية، الواقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط، بـ”الجوهرة الزرقاء” لما تتمتع به من شواطئ رملية ذهبية تمتد على 14 كيلومترًا ومياه صافية تجذب عشاق السباحة والرياضات المائية. تتميز المدينة بمناخ متوسطي معتدل، مما يجعلها وجهة مثالية طوال العام. تضم السعيدية بنية تحتية سياحية متطورة تشمل منتجعات فاخرة، ملاعب جولف عالمية المستوى، ومرسى سياحي يستقطب اليخوت الفاخرة.
تُعدّ الفعاليات الثقافية، مثل مهرجان الموسيقى الشعبية الذي يُقام سنويًا في أغسطس، من أبرز عوامل جذب السياح. كما يعزز موقعها الاستراتيجي قرب الحدود الجزائرية من إمكاناتها كمركز سياحي دولي. وفقًا للمكتب الوطني المغربي للسياحة، سجلت السعيدية ارتفاعًا بنسبة 15% في عدد الزوار خلال 2024 مقارنة بالعام السابق، مما يعكس نمو شعبيتها.
فكيك: واحة الصحراء الساحرة
في قلب جهة الشرق، تقدم فكيك تجربة سياحية مختلفة تمامًا. تشتهر هذه الواحة الصحراوية بمناظرها الطبيعية الخلابة، حيث تمتزج واحات النخيل مع الجبال المحيطة، مما يجعلها وجهة مثالية للسياحة البيئية. يعكس تراث فكيك التاريخي العريق ثقافة المنطقة، مع أسواق تقليدية ومعالم مثل قصبة زناقة التي تروي قصص الماضي.
رغم جاذبيتها، تواجه فكيك تحديات تتعلق بالبنية التحتية، لا سيما الحاجة إلى تحسين الطريق الوطنية رقم 17 التي تربطها بوجدة. ومع ذلك، تشهد المنطقة جهودًا تنموية مكثفة، بما في ذلك مشاريع لتطوير المرافق السياحية وتعزيز السياحة المستدامة.
مشاريع تنموية تدعم السياحة
تسعى جهة الشرق إلى تعزيز مكانتها السياحية من خلال مشاريع كبرى، مثل ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يُعدّ أحد أكبر الموانئ في المنطقة. كما تُجرى تحسينات على شبكة الطرق والمرافق السياحية لتسهيل الوصول إلى الوجهات الداخلية مثل فكيك. هذه المشاريع، إلى جانب الترويج السياحي الذي تقوده السلطات المحلية، تجعل الجهة على الطريق الصحيح لتصبح مركزًا سياحيًا رئيسيًا خلال العقد القادم.
لماذا زيارة جهة الشرق؟
التنوع السياحي: من الشواطئ إلى الواحات، تقدم الجهة تجارب متنوعة تناسب جميع الأذواق.
الثقافة والتراث: مزيج من التقاليد المغربية والتأثيرات المتوسطية والصحراوية.
سهولة الوصول: مطار وجدة أنكاد الدولي وتحسينات الطرق تسهل التنقل.
الاستدامة: تركيز متزايد على السياحة البيئية والمستدامة.
نصائح للسياح
أفضل وقت للزيارة: الربيع (مارس-مايو) والخريف (سبتمبر-نوفمبر) للاستمتاع بمناخ معتدل.
الأنشطة الموصى بها: زيارة شواطئ السعيدية، استكشاف واحات فكيك، وحضور المهرجانات المحلية.
معلومات إضافية: يمكن زيارة موقع www.visitmorocco.com للتخطيط لرحلتك.
خاتمة
جهة الشرق، من السعيدية إلى فكيك، ليست مجرد وجهة سياحية، بل تجربة متكاملة تجمع بين الطبيعة، الثقافة، والمغامرة. مع استمرار الاستثمارات في البنية التحتية والترويج السياحي، تتجه المنطقة لتصبح واحدة من أبرز الوجهات في المغرب. سواء كنت تبحث عن استرخاء على الشاطئ أو استكشاف الواحات الصحراوية، فإن جهة الشرق تنتظرك لاكتشاف كنوزها.
Leave a comment