Home ثقافة وفن تقديم كتاب “بجعد، التراث العمراني والمعماري للمدينة العتيقة” خلال الدورة الـ 30 للمعرض الدولي للكتاب
ثقافة وفنPeopleالرئيسية

تقديم كتاب “بجعد، التراث العمراني والمعماري للمدينة العتيقة” خلال الدورة الـ 30 للمعرض الدولي للكتاب

Share
تقديم كتاب "بجعد، التراث العمراني والمعماري للمدينة العتيقة" خلال الدورة الـ 30 للمعرض الدولي للكتاب
Share

 

يكشف عبد الغني خلدون، خلال الدورة الثلاثين للمعرض الدولي للكتاب والنشر، التي ستنظم في الفترة ما بين 17 و27 أبريل بالرباط، عن عمل استثنائي بعنوان “بجعد، التراث العمراني والمعماري للمدينة العتيقة”.

ويسلط هذا الكتاب، الذي يعد ثمرة سنوات من البحث والشغف المتفاني، والذي ستقدمه دار النشر “Couleurs Com”، الضوء على التراث التاريخي والعمراني والمعماري لواحدة من أقدم المدن غير المعروفة بالمغرب. كما يكشف عن الدور الهام الذي لعبته هذه المدينة في تنمية المغرب سواء على الصعيد الروحي أو المعماري.

وحسب دار النشر، تستعيد مدينة بجعد، التي غالبا ما يتم إنزالها الى المرتبة الثانية في تاريخ المدن المغربية الكبرى، في هذا العمل، كل مجدها السابق. بجعد مدينة الزوايا، مدينة مباركة بتاريخ خاص، تأسست في القرن السادس عشر من طرف بوعبيد الشرقي، الصوفي البارز حيث كانت مركزا روحيا وثقافيا واقتصاديا لعدة قرون.

من خلال صفحاته الغنية بالرسوم التوضيحية، يقترح الكتاب رحلة حقيقية عبر الزمن، حيث يستكشف الأزقة المرصوفة للمدينة العتيقة والأروقة المهيبة وبوابات الأحياء التاريخية بالإضافة إلى المعالم الرمزية التي شكلت هوية المدينة.

وتتميز مدينة بجعد بتنظيمها العمراني الفريد وبأحيائها وأزقتها المتعرجة وساحاتها الصغيرة النابضة بالحياة، حيث كل حجر يحكي قصة وكل نصب تذكاري يشهد على ماض مجيد وثروة ثقافية لا مثيل لها.

وينقسم الكتاب إلى عدة فصول، كل منها مخصص لشكل من تراث بجعد꞉ المساجد التاريخية والزوايا (المراكز الصوفية)، والأفران التقليدية والحمامات التي تشكل جوهر الحياة الاجتماعية والمجتمعية في المدينة العتيقة. ومن خلال إبراز هذه العناصر، يسعى عبد الغني خلدون للتأكيد على الحفاظ على هذا الموروث الثمين في مواجهة مخاطر النسيان والتدهور

بالإضافة إلى البحث العمراني والمعماري المتعمق الذي قام به المؤلف، يستفيد هذا العمل من الصور التي أنجزها جمال المرسلي الشرقاوي، والتي التقطت جمال وروح بجعد من زاوية فنية غير مسبوقة. هذه الصور مصحوبة برسومات لكورين لومور ورسومات حاسوبية دقيقة أعدها ميسان وهابي، تسمح للقارئ بتصور، ليس فقط التفاصيل المعمارية للمدينة القديمة، ولكن أيضا تصور عمليات البناء والتطور المكاني للمدينة على مر القرون.

يجمع عبد الغني خلدون بين خبرته التقنية كمهندس وارتباطه العميق بمسقط رأسه لتقديم تحليل كامل ودقيق للتخطيط العمراني لمدينة بجعد، حث يبرز هذا الكتاب التآزر بين الهندسة المعمارية والثقافة والبيئة، الذي سمح للمدينة بالتطور بشكل متناسق لعدة قرون.

ومن أقوى المقاطع التي جاء بها هذا الكتاب هي الدعوة إلى الحفاظ على التراث المعماري والعمراني لبجعد، المهدد بالإهمال وويلات الزمن، حيث يذكر المؤلف بأهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة لأجل الحفاظ على هذه الكنوز المعمارية، مؤكدا أن المدينة العتيقة المصنفة ضمن التراث الوطني، تطمح للاعتراف بها على المستوى العالمي وإدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

وفي مقدمة جذابة، يصف عبد الغني خلدون تأسيس مدينة بجعد سنة 1536 وتطورها بموقع يعتبر مفترق الطرق بين المدن العتيقة الكبرى في المغرب (فاس، مكناس، مراكش، والرباط) وارتقائها الروحي بمعية تأسيس الزاوية الشرقاوية.

ويبين كيف توسعت المدينة العتيقة حول هذه الزاوية حيث استقبلت الحجاج والعلماء الحرفيين، ما سمح لها بالإشعاع على المستوى الديني والثقافي.

يولي الكتاب أهمية كبرى للتفاصيل المعمارية والعناصر العمرانية التي غالبا ما يتجاهلها المارة وحتى سكان مدينة بجعد، والمتمثلة في الأبواب الأثرية والأرصفة الحجرية وأروقة الأحياء التجارية، وكذلك النوافذ الخارجية وزخارف المنازل التقليدية، كل هذه العناصر يصفها عبد الغني خلدون بدقة مع التركيز على أهميتها التاريخية والجمالية.

ومن خلال تقديم بجعد على أنها مدينة لا تزال روحها حية رغم التغييرات الناتجة عن الزمن والتهديدات التي تواجه مبانيها، يقدم المؤلف صورة صادقة للمدينة، مشيدا بماضيها الرائع وإمكانياتها المستقبلية.

ويهدف هذا الكتاب أيضا إلى دعوة الذين لا يعرفون هذه المدينة الرائعة لاستكشافها وهو كذلك بمثابة دعوة لأجل ترميمها وحمايتها.

ومن المقرر أن يتم تنظيم جلسة توقيع يوم الأربعاء 23 أبريل بقاعة الندوات للمعرض، ما سيتيح لهواة التاريخ والتراث المغربي وعشاق العمارة المغربية والمدافعين عن التراث الثقافي فرصة ثمينة للتحدث حول كتاب يعظم الماضي المجيد والهوية المتجذرة لمدينة بجعد.

وحسب دار النشر “Couleurs Com”، سيتم تقديم هذا الكتاب في ندوة ثقافية خاصة، في إطار البرنامج الرسمي لهذا الحدث الاستثنائي، وذلك بحضور الفنان الفوتوغرافي جمال المرسلي الشرقاوي، الذي أعاد الحياة إلى صفحات الكتاب بصوره الأصيلة، ومحمد آيت لعميم، المترجم الذي نقل محتواه بكل أمانة إلى اللغة العربية.

يذكر أن عبد الغني خلدون مهندس من خريجي المدرسة المحمدية بالرباط وحاصل على شهادة التدبير للتنمية في واشنطن العاصمة، مدير جهوي سابق للتجهيز وقنصل فخري للدنمارك وشغوف بالهندسة المعمارية والتعمير سيما التي تتعلق بمسقط رأسه بجعد.

Share

Leave a comment

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Related Articles
استمرار الطقس الحار مع سحب منخفضة كثيفة مصحوبة بكتل ضبابية
الطقسالرئيسية

استمرار الطقس الحار مع سحب منخفضة كثيفة مصحوبة بكتل ضبابية

تتوقع المديرية العامة للأرصاد الجوية، بالنسبة ليوم الخميس، استمرار الطقس الحار بالسهول...

المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش: فرصة للتلاقي بين الفنون الشعبية المغربية ونظيرتها العالمية
ثقافة وفنالرئيسية

المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش: فرصة للتلاقي بين الفنون الشعبية المغربية ونظيرتها العالمية

أكد منظمو الدورة ال54 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، التي ستحتضنها مدينة...

موسكو الملاذ الصيفي الأمثل للمسافرين العرب 2025
السياحة الخارجيةأخبار السياحةالرئيسية

موسكو الملاذ الصيفي الأمثل للمسافرين العرب 2025

تحرص موسكو هذا الصيف على تعزيز حضورها كوجهة مفضلة للمسافرين القادمين من...

حوض سبو .. إطلاق الحملة التحسيسية بمخاطر السباحة في بحيرات السدود لسنة 2025
أخبار السياحةPeopleالرئيسية

حوض سبو .. إطلاق الحملة التحسيسية بمخاطر السباحة في بحيرات السدود لسنة 2025

أعلنت وكالة الحوض المائي لسبو أنها ستطلق في فاتح يوليوز المقبل الحملة...