تعزيز الربط الجوي يرفع أعداد السياح الصينيين الوافدين على المغرب لاكتشاف مؤهلاته السياحية

تستعد شركة الطيران “تشاينا إيسترن إيرلاينز”، مع بداية شهر أكتوبر المقبل، لإطلاق خط مباشر”شنغهاي-الدارالبيضاء” بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا، ما سيمكن من ربط الدارالبيضاء بأكبر قطب مصدر للسياح في الصين، إضافة إلى الخط المباشر “بكين-الدارالبيضاء” الذي توفره الخطوط الملكية المغربية، ما سيساهم في زيادة كبيرة في أعداد السياح الصينيين، بحلول نهاية سنة 2025 الجارية.

وكان المكتب الوطني المغربي للسياحة وشركة الطيران “تشاينا إيسترن إيرلاينز”، وقعا اتفاقًا لتعزيز الترويج للمغرب في السوق الصينية، وإطلاق استراتيجية تسويق متكاملة، وتنظيم أنشطة ترويجية مشتركة، وبرمجة رحلات صحافية، فضلا عن تحسين الربط الجوي نحو المغرب.

وتجسد هذه الدينامية السياحية المتجددة رؤية المغرب في جعل الانفتاح على السوق الصينية مدخلا لتعزيز موقعه ضمن الخريطة العالمية للوجهات السياحية ذات القيمة المضافة.

ويراهن المكتب الوطني المغربي للسياحة على ارتفاع عدد السياح الصينيين الوافدين إلى المملكة أو من خلال بروز المغرب كوجهة مفضلة ضمن الكتيبات الرقمية لمنصات الحجز الصينية الكبرى، عبر تعزيز الحضور المغربي في تظاهرات آسيوية كبرى، وتكثيف الحملات الترويجية الموجهة عبر الوسائط الاجتماعية والمحتوى السمعي البصري المعد خصيصا للمتلقي الآسيوي. كما يجري التنسيق مع المتدخلين في القطاع الفندقي والنقل الجوي والمؤسسات التكوينية، لضمان انخراط شمولي في المشروع الترويجي الجديد ولترسيخ مكانة المغرب ضمن لائحة الوجهات الآسيوية المفضلة ذات البعد الثقافي والروحي.

وحسب المعطيات التي حصلت عليها “الصحراء المغربية”، فإن عودة الربط الجوي المباشر بين الصين والمغرب، ساهم في ارتفاع أعداد السياح الصينيين الوافدين على المملكة بنسبة 15 في المائة ببعض الوجهات السياحية من قبيل وجهة درعة- تافيلالت، ومن المنتظر أن تضاعف هذه النسبة على الصعيد الوطني مع نهاية السنة الجارية، بعد تسجيل زيادة أعداد حجوزات السياح الصينيين، المتشبعين بثقافة الحجز المسبق، ستة أشهر من قبل على الأقل، لقضاء عطلة نهاية السنة بعدة فنادق مغربية.

وأوضح الزوبير بوحوت، الخبير السياحي، في تصريح لـ”الصحراء المغربية”، أن السائح الصيني، الذي يولي اهتماما بالغا للتجارب الأصيلة والعمق الثقافي، يجد في المغرب تربة خصبة لاكتشاف حضارة ضاربة في التاريخ، وبيئة متنوعة تمتد من الأطلس إلى الصحراء، مرورا بالمدن العتيقة والأسواق التقليدية.

وأشار بوحوت إلى أنه إلى حدود سنة 2015، كان عدد السياح الصينيين الوافدين إلى المغرب يقدر بحوالي 10 آلاف سائح، غير أنه بعد زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الصين في يونيو 2016، واتخاذ قرار إلغاء التأشيرة لدخول السياح الصينيين إلى المغرب، شهد العدد قفزة ملحوظة، خلال ستة أشهر فقط منذ بدء تنفيذ القرار، حيث انتقل من 10 آلاف سائح سنة 2015 إلى 40 ألف سائح سنة 2016.

وحسب بوحوت، فإن عدد السياح الصينيين استمر في الارتفاع بعد القفزة التي تحققت سنة 2023، حيث بلغ عدد السياح الصينيين 59 ألفًا، ليحقق ارتفاعًا بنسبة 78 في المائة في سنة 2024، حيث وصل إلى 106 آلاف سائح، مؤكدا أن هذا التطور تحقق رغم غياب النقل الجوي المباشر أو شبه المباشر بين المغرب والصين.

وأكد الخبير السياحي أن السوق الصينية مفتاح الازدهار السياحي المقبل في المغرب، نظرا لحجمها الكبير، إذ تمثل ثاني أكبر تكتل سكاني في العالم، فضلاً عن التطور المستمر لاقتصادها، ما أدى إلى بروز فئة جديدة من الأثرياء، ومن المتوقع أن يبلغ عدد السياح الصينيين الذين يسافرون إلى مختلف أنحاء العالم، بحلول سنة 2030 نحو 250 مليون سائح، ما يمثل حوالي 20 في المائة من إجمالي السياح العالميين في تلك السنة، مشيرا إلى أن ارتفاع مستوى الدخل لدى الصينيين يعزز رغبتهم في السفر واستكشاف وجهات سياحية جديدة.