أعلنت بلدة لي سابل دولون، وهي وجهة سياحية تقع على ساحل المحيط الأطلسي في منطقة فانديه الفرنسية، عن فرض غرامات مالية على الزوار الذين يتجولون في شوارعها بملابس غير محتشمة، مثل ملابس السباحة أو عراة الصدر، خارج حدود الشاطئ. وتأتي هذه الإجراءات في إطار سعي السلطات المحلية للحفاظ على هوية البلدة وتوفير بيئة مريحة للسكان المحليين والزوار على حد سواء.
أعلن يانيك مورو، رئيس بلدية لي سابل دولون، عن هذا القرار عبر منشور على موقع “فيسبوك” يوم الثلاثاء، 29 يوليوز 2025، موضحًا أن الغرامة قد تصل إلى 150 يورو (حوالي 175 دولارًا أمريكيًا) لمن يخالف هذه القواعد. ووصف مورو سلوك الرجال الذين يتجولون عراة الصدر بأنه “غير لائق”، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء يعكس رغبة السكان المحليين في الحفاظ على مستوى معين من الاحترام في الأماكن العامة. وأضاف في منشوره: “إذا كنت تريد استعراض عضلات صدرك أو ملابس السباحة الخاصة بك، فهناك شاطئ يمتد لـ11 كيلومترًا تحت تصرفك”.
ليست لي سابل دولون الوحيدة التي تتبنى مثل هذه القيود، حيث انضمت إلى قائمة متزايدة من المدن والبلدات الفرنسية التي تسعى لتنظيم سلوك السياح. ففي بلدة أركاشون، وهي وجهة سياحية أخرى على الساحل الغربي، تُفرض غرامة قدرها حوالي 170 دولارًا على من يرتدون ملابس غير محتشمة في شوارع المدينة. كما اتخذت بلدة لا غراند-موت في جنوب فرنسا إجراءات مماثلة، حيث يتم تغريم من يتجولون بملابس السباحة في الأماكن العامة خارج الشاطئ أو ممشى الواجهة البحرية بنفس المبلغ تقريبًا.
هذه الإجراءات ليست حصرية على فرنسا، بل تعكس اتجاهًا عالميًا لمواجهة التحديات التي تفرضها السياحة المفرطة. على سبيل المثال، في إسبانيا، فرضت مدينة ملقة في عام 2023 غرامات تصل إلى 750 يورو (حوالي 874 دولارًا) على من يتجولون في الأماكن العامة بملابس داخلية أو بدون قمصان. كما اتخذت مدن مثل البندقية وبورتوفينو في إيطاليا تدابير للحد من السلوكيات غير المرغوبة، مثل فرض رسوم على الزوار أو تحديد أعداد السائحين لتجنب الازدحام.
لاقت هذه الخطوة في لي سابل دولون استحسانًا واسعًا من قبل السكان المحليين، حيث أبدى العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي دعمهم لقرار العمدة. وكتب أحد المعلقين، دومينيك كاميو مارسيال، على فيسبوك: “شكرًا لك أيها العمدة، هذا قرار يعكس احترامًا لمجتمعنا”. ومع ذلك، أثارت هذه القيود نقاشًا حول توازن الحريات الشخصية مع احتياجات المجتمع المحلي، حيث يرى البعض أن مثل هذه القوانين قد تحد من تجربة السياح في الوجهات الساحلية.
تأتي هذه الإجراءات في وقت تسعى فيه العديد من الوجهات السياحية حول العالم إلى إيجاد حلول للتحديات التي تفرضها السياحة المكثفة، سواء من خلال فرض غرامات، تحديد أعداد الزوار، أو وضع قواعد سلوكية صارمة. ويبدو أن لي سابل دولون، بشواطئها الخلابة وتاريخها السياحي، تسعى للحفاظ على سحرها كوجهة صيفية مع الحفاظ على احترام تقاليدها المحلية.
Leave a comment