جرى، أمس الجمعة بالرباط، إطلاق الدورة العاشرة لجائزة تميز للمرأة المغربية، التي تنظمها وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك تحت شعار “تميز المرأة المغربية: إبداع وريادة”.
وتتميز هذه النسخة بتوسيع نطاق المشاركة، من خلال الانتقال من التركيز على مجال واحد إلى تغطية مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تأكيدا على أن المرأة المغربية شريك فاعل في بناء نموذج تنموي شامل ومستدام.
كما تعتمد هذه الدورة منهجية جديدة ترتكز على مقاربة ترابية وجهوية، تروم تعزيز العدالة المجالية وتوسيع الأثر الاجتماعي والاقتصادي للجائزة، حيث سيتم تتويج ثلاث مبادرات متميزة عن كل جهة من جهات المملكة ال12، بما يعزز إشراك الفاعلات والفاعلين المحليين وتمكينهم من الإسهام الفعلي في التنمية الترابية.
وبهذه المناسبة، أكدت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، نعيمة ابن يحيى، في كلمة لها، أن المملكة عرفت مسارا إصلاحيا عميقا في مجال النهوض بحقوق المرأة مع تكريس ذلك بدستور 2011، الذي نص على المساواة في الحقوق والواجبات، وحظر جميع أشكال التمييز، وتكريس مبدأ فاعلية الحقوق الإنسانية للنساء في ممارسة مواطنتهن بشتى تجلياتها، وذلك في إطار المساواة التامة والكاملة مع الرجال في مختلف المجالات، تماشيا مع الالتزامات الدولية للمغرب.
وفي السياق نفسه، قالت ابن يحيى إن جائزة تميز “تندرج ضمن التوجيهات الملكية السامية التي تشكل نبراسا يوجهنا، حيث ما فتئ جلالة الملك يدعو إلى دعم المبادرات الرامية إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، وإعداد سياسات عمومية وبرامج مشتركة، تجعل من النساء مساهمات في التنمية ومستفيدات من ثمارها”، مشددة على أنه لا يمكن تحقيق أي تقدم دون مشاركة فعلية للنساء، ودون تثمين لهذه المشاركة.
وبعدما ذكرت بأن هذه المبادرة تدخل كذلك ضمن التزامات الحكومة الحالية، من خلال البرنامج الحكومي 2021-2026، لاسيما ما يتعلق بتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في مختلف الميادين، أشارت الوزيرة إلى أن جائزة تميز للمرأة المغربية أصبحت “إحدى المبادرات الوطنية الرائدة في مجال الاعتراف بالتميز والإبداع النسائي”.
وأضافت أن الجائزة كرست، طيلة الدورات التسع السابقة، ثقافة الاحتفاء بالمبادرات النسائية الرائدة في مختلف المجالات، مبرزة أن هذه النسخة العاشرة تشكل منعطفا نوعيا في مسار الجائزة، وذلك عبر توسيع الاختيارات أمام مبادرات الرجال والنساء الرامية إلى إحداث أثر مباشر على النساء وتعزيز مبدأ الإدماج.
من جانبها، قالت رئيسة لجنة تحكيم الدورة العاشرة لجائزة تميز للمرأة المغربية، مريم بنصالح شقرون، إن هذه الجائزة أضحت، على مر السنين، موعدا مميزا للاحتفاء بالمرأة المغربية وبتنوعها، وقوتها وإشعاعها، مذكرة بأن هذه المبادرة تعد، أيضا، تكريما لهؤلاء النساء نظير شجاعتهن، وتميزهن وذكائهن على مختلف المستويات والأصعدة.
وأوضحت بنصالح شقرون، في كلمة مماثلة، أن هذه الجائزة “لا تعتبر مجرد مكافأة فحسب، بل هي بمثابة تذكير بعطاء المرأة المغربية وإسهاماتها القيمة، على مدى سنوات وقرون طويلة، في خدمة وتنمية المجتمع”، مضيفة أن جائزة تميز تشكل أيضا رسالة اعتراف وأمل متجدد للأجيال الصاعدة من النساء الناشطات والمقبلات على عالمي المقاولة والابتكار، بروح يسودها الانخراط والحماس والإلهام.
وفي هذا الصدد، أعربت بنصالح شقرون عن سعادتها الكبيرة بترؤس لجنة تحكيم نسخة هذه السنة، مبرزة أنها “ستشكل، لا محالة، فرصة سانحة لاستكشاف قصص ومسارات لامعة لنساء بصمن على نجاحات مبهرة في مجالات شتى”.
يشار إلى أن الدورة العاشرة لجائزة تميز للمرأة المغربية ستتوج ما مجموعه 36 مبادرة، منها 12 مبادرة بالمرتبة الأولى (قيمة الجائزة: 60 ألف درهم لكل فائز أو فائزة)، و12 مبادرة بالمرتبة الثانية (قيمة الجائزة: 20 ألف درهم لكل فائز أو فائزة)، إلى جانب 12 مبادرة بالمرتبة الثالثة (قيمة الجائزة: 15 ألف درهم لكل فائز أو فائزة).
Leave a comment