حققت مدينة أكادير، الوجهة السياحية الأولى على مستوى جهة سوس ماسة، إنجازا غير مسبوق في تاريخها السياحي، بعدما تجاوزت، ولأول مرة حاجز المليون سائح خلال الأشهر الثمانية الأولى من سنة 2025.
فقد استقبلت مؤسسات الإيواء السياحي المصنفة بالمدينة ما مجموعه مليونا و12 ألف وافد مع نهاية غشت المنصرم، وفق معطيات رسمية توصلت بها “الصحراء المغربية”.
وتحقق هذا الأداء القياسي رغم تراجع السوق الوطنية بنسبة 2.84% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية (317.758 وافدا مقابل 327.038 وافدا سنة 2024)، وهو ما يؤكد تنوع روافد السياحة بأكادير وقدرتها على استقطاب أسواق خارجية كبرى تعوض أي انخفاض داخلي.
وإلى جانب ارتفاع عدد الوافدين، شهدت مؤشرات الليالي السياحية قفزة نوعية، حيث بلغ مجموعها 4 ملايين و307 آلاف ليلة مبيت ما بين يناير وغشت 2025. وهو ما يعكس هذا المؤشر الدينامية القوية للقطاع، خاصة أن معدل الليالي يمثل أحد أبرز معايير قياس جودة الإقامة ومدة بقاء السائح.
ووفق المعطيات ذاتها، تصدرت المملكة المتحدة قائمة الأسواق المصدّرة للسياح نحو أكادير، بما مجموعه 231 ألفا و858 سائحا، لتؤكد موقعها كقاطرة حقيقية للوجهة. كما عززت السوق الفرنسية حضورها بـ 187 ألفا و790 سائحا، إلى جانب السوق الوطنية التي ما تزال تمثل أحد الأعمدة الأساسية رغم تراجعها الطفيف.
ويرى مهنيون أن هذه النتائج تعكس نجاح الجهود المبذولة في مجال الترويج السياحي وتنويع العرض، خاصة في ما يتعلق بالمنتجات الشاطئية، والرياضات البحرية، والسياحة الثقافية، فضلا عن تحسن الربط الجوي مع كبريات العواصم الأوروبية.
ويُعتبر هذا الإنجاز دليلا على تحول أكادير إلى وجهة عالمية تنافسية، خصوصاً بعد اعتماد مخططات تنموية مثل برنامج “أكادير الكبير” والمشاريع المهيكلة المرتبطة بالبنيات التحتية والفضاءات الترفيهية.
كما يراهن الفاعلون المحليون على استدامة هذا الأداء عبر استهداف أسواق جديدة كألمانيا وإسبانيا، وتعزيز السياحة الداخلية عبر عروض موجهة للأسر والشباب.
ويؤكد خبراء أن بلوغ مليون سائح و4.3 مليون ليلة مبيت قبل نهاية السنة، يفتح الباب أمام إمكانية تسجيل رقم قياسي تاريخي مع حلول دجنبر 2025، بما يعزز مكانة أكادير كأحد الأعمدة المحورية للاستراتيجية السياحية الوطنية “رؤية 2030”
المصدر: جريدة الصحراء المغربية
Leave a comment