هذا ما جنته الحرب في غزة على السياحة الأردنية

يشهد القطاع السياحي في المملكة الأردنية معاناة اقتصادية حادة جراء نقص في الزوار، وبخاصة في مدينة البتراء الأثرية، الوجهة المفضلة للسياح الأجانب في جنوب البلاد، وذلك منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، وتسببت الأزمة في إغلاق عشرات الفنادق وتسريح مئات الموظفين. ويعتمد اقتصاد الأردن إلى حد كبير على مداخيلخ السياحية التي تشكل نحو 14% من إجمالي الناتج المحلي.

أوردت بيانات صادرة عن سلطة إقليم البتراء التنموي في المملكة الهاشمية الأردنية ونشرتها قناة “المملكة” الأردنية الرسمية الإثنين، إن عدد الزوار العام الماضي بلغ 457,215، بانخفاض نسبته 61 بالمئة مقارنة بالعام 2023 عندما بلغ عدد الزوار 1,174,137.

وأوضح المدير العام لهيئة تنشيط السياحة في الأردن عبد الرزاق عربيات الجمعة لقناة “المملكة” الأردنية قائلا “نلمس تداعيات العدوان على غزة بشكل يومي، خصوصا على مقدمي الخدمات السياحية”، مشيرا إلى أن “السياحة الأوروبية والأمريكية في أسوأ حالاتها ما انعكس بشكل سلبي على فنادق البتراء والأدلاء السياحيين ومكاتب السياحة والعاملين في السياحة الوافدة والنقل السياحي”.

“البتراء الأكثر تضررا”

من جانبه، قال رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البتراء فارس البريزات خلال اجتماع نيابي الأحد، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية “بترا من أكثر المناطق تضررا”، مشيرا إلى إغلاق “32 فندقا مصنفا” فيها، و”فَقد قرابة 700 موظف وظائفهم، إلى جانب تضرر العاملين في الرواحل والحرف اليدوية والأدلاء السياحيين والمكاتب السياحية”.

ويشار إلى أن البتراء شُيدت في العام 312 قبل الميلاد وهي معروفة بعمارتها المنحوتة في صخر وردي، كعاصمة لمملكة الأنباط العربية القديمة التي سقطت على يد الرومان في العام 106 قبل الميلاد.

وقد تم إدراج “المدينة الوردية” الأثرية على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).

اعتماد كبير على الدخل السياحي

وإلى ذلك، يضم الأردن عشرات المواقع السياحية التي تستقطب السياح، أبرزها بترا وصحراء وادي رم التي تشبه تضاريسها سطح القمر وجرش والمغطس حيث موقع عماد المسيح والبحر الميت الذي يعتبر أكثر منطقة انخفاضا على سطح الأرض.

هذا، ويعتمد اقتصاد الأردن البالغ عدد سكانه نحو عشرة ملايين وتشكل الصحراء حوالي 92% من مساحة أراضيه، إلى حد كبير على دخله السياحي الذي يشكل نحو 14% من إجمالي الناتج المحلي.

ويعمل في القطاع السياحي في المنطقة المحيطة ببترا قرابة 1700 شخص من أدلاء سياحة وعاملين على سيارات كهربائية وجمال وخيول وحمير لنقل السياح داخل المدينة.

ويذكر أن قطاع السياحة في الأردن كان قد بدأ بالتعافي خلال 2022 قبل الحرب في قطاع غزة وبعد انتهاء جائحة كورونا، إذ وصل عدد الزوار إلى أكثر من خمسة ملايين سائح، فيما بلغت الإيرادات منه 4,89 مليار دينار (حوالي 6,89 مليار دولار.)

ولكن، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في 7 أكتوبر 2023، بدأ السياح يتجنبون زيارة منطقة الشرق الأوسط خوفا من توسع النزاع إلى مناطق ودول أخرى، وقد عانى لبنان المجاور على خلفية الحرب في القطاع الفلسطيني، من حرب مدمرة بين حزب الله وإسرائيل دامت قرابة عام كامل.

المصدر: أ ف ب