دائما مايثير موضوع صيام الأطفال في سن مبكرة الكثير من التساؤلات الجدلية بين من يعارض الفكرة لصغر سن الطفل الصائم وبين مؤيد يجدها فرصة مناسبة لترسيخ النضج الروحي والنفسي للهؤلاء الصائمين الصغار.
فماهو الوقت المناسب لصيام الأطفال؟ وماهي الحالات التي يستدعي معها الأمر منع الطفل من الصيام؟وكيف يرى الدين مسؤولية الآباء من تحفيز ومنع الاطفال من الصيام؟
هذه الأسئلة تجيب عليها أخصائية التغذية أسماء زريويل، فيتصريح صحفي،مؤكدة ان الطفل قادر فسيولوجيا على صيام رمضان إذا كان طوله ووزنه طبيعيين وإذا لم يكن يعاني من أمراض أو نقص، خاصة الحديد.
وأكدت الأخصائية على ضرورة مراقبة الآباء لأبنائهم للتأكد من قدرتهم على التحمل، وتشجيعهم على الإفطار إذا ظهرت عليهم أي علامات أو أعراض، مع تجنب الأنشطة غير الضرورية التي تتطلب مجهودا بدنيا مكثفا.
ماهو السن المناسب لصيام الطفل ؟
يحتاج الصيام إلى التدريب والتعود، ورغم أن الطفل الصغير غير مكلف بصوم رمضان، فإن معظم الأسر تفضل أن يتدرب الطفل منذ الصغر على الصيام منذ سن 7سنوات أو 9 سنوات وهو السن الذي يعتبر مناسبا للصيام، فيمكن أن يكون الطفل في سن 12 سنة ويكون ما زال غير مؤهل للصيام وفقا لقدرته الجسدية وطاقته ووضعه الصحي وكذلك تقبله للصيام.
بالنسبة لرضا، الذي احتفل مؤخرا بعيد ميلاده العاشر، سيكون رمضان هذه السنة مختلفا عن سابقيه، إذ قرر هذا الصغير الذي يصبو إلى موعد الرجولة، وبدعم من والديه، أن يستغل عطلة نهاية الأسبوع ليخوض تجربة أول يوم صيام له.
وبنبرة لا تخلو من افتخار، يحكي عبد الواحد، والد الطفل، كيف أن ابنه “استيقظ بمفرده وعيناه شبه مغمضتين لكن بحماسة لا تخطئها عين لتناول وجبة السحور، هذا الوجبة الخاصة بالكبار، التي تسبق ساعات طوال من الإمساك عن الطعام”، فيما بدا رضا سعيدا بإنجازه وانضمامه إلى دائرة صائمي شهر رمضان، مثلما بدا الإعجاب على محيا والديه وشقيقته وشقيقه الأكبر.
ماهي الحالات التي يستدعي معها الامر منع الطفل من الصيام؟
ومع ذلك، على الآباء التفكير مليا في مَن ينبغي له أن يصوم، وكم من الوقت، وأن يُقيّموا قدرة طفلهم على الصيام على أساس صحته ومستوى نشاطه وقدرته على تحمل الجوع وتكرار تناوله الطعام، وللمساعدة في تعزيز الشعور بالانتماء، ينبغي للأطفال أن يكونوا جزءا من قرار الصيام أو عدمه.
وتؤكد أخصائية التغذية أسماء زريويل على ضرورة مراقبة الآباء لأبنائهم للتأكد من قدرتهم على التحمل، وتشجيعهم على الإفطار إذا ظهرت عليهم أي علامات أو أعراض، مع تجنب الأنشطة غير الضرورية التي تتطلب مجهودا بدنيا مكثفا.
قد نجد كذلك أن هناك طفلا يكون قادرا على صوم يوم رمضاني كامل، في حين أن طفلا في نفس العمر لا يستطيع القيام بذلك.
فإن استطاع رضا صيام يوم كامل في شهر رمضان بأريحية وبقبول عائلي ممزوج بالفخر ازاء انجازه وانضمامه إلى دائرة صائمي شهر
رمضان، مَنعَت نجاة وهي أم لطفلة تبلغ من العمر 13 ابنتها من صيام شهر رمضان لهذه السنة، بداعي أن الصوم قد يؤثر سلبا على صحتها،حيث أكدت في تصريح صحفي لها إن ابنتها “هزيلة وتعاني من فقدان الشهية، فهي لا تنهي طبقها أبدا، فكيف سيكون الحال إذا لم تأكل طوال النهار، بالإضافة إلى الكم الهائل من الواجبات المدرسية التي عليها إنجازها استعدادا للامتحانات؟”.
ماذا يقول الدين في تحفيز الطفل على الصيام والعبادة في رمضان؟
قد يفقد الأطفال حماسهم لشهر رمضان لارتباطه لديهم بالامتناع عن الطعام والشراب، ويمكن للآباء تحفيزهم من خلال التفاعل مع شهر رمضان دون ثنيهم على عدم الصيام مالم يتعارض مع مشاكل صحية قد تنتج عن صيامهم.
ويرى رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات- تمارة، لحسن بن ابراهيم سكنفل، أن “الآباء يتحملون مسؤولية دينية وأخلاقية في غرس شعائر الإسلام لدى أبنائهم منذ الصغر، كالوضوء والصلاة والصيام، قصد تمكينهم من ممارستها بانتظام عند الكبر، حيث “لا يجوز للوالدين منع أبنائهم البالغين من صيام شهر رمضان بحجة أنهم يعانون من الإرهاق في المدرسة”، لكنه أوضح بالمقابل أنه “إذا كان الطفل البالغ مريضا، ففي هذه الحالة لا يجب عليه الصيام ويتوجب عليه قضاء الأيام التي أفطرها بعد الشفاء”.
يبقى لشهر رمضان حمولة دينية وروحية يسعى إليها كل صائم متعبد، فمهما تنوعت الطرق والوسائل لتحفيز الأطفال على الصيام، تبقي غاية الآباء واحدة هي استمرار أبنائهم في ممارستهم لعقيدتهم الدينية وغرس شعائر الاسلام لديهم منذ الصغر إلى حين البلوغ.
Leave a comment