قال رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الاثنين، إن وزارة الطيران المدني تبذل جهوداً مكثفة، بالتعاون مع جهات حكومية أخرى، لإتمام إجراءات طرح عدد من المطارات أمام القطاع الخاص للإدارة والتشغيل، ضمن برنامج الطروحات الحكومية المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي.
وأوضح أن الحكومة تستهدف جمع نحو 3 مليارات دولار من البرنامج بنهاية السنة المالية في 30 يونيو/ حزيران 2026، بانخفاض عن الهدف السابق البالغ ما بين 5 و6 مليارات دولار.
وخلال اجتماع للجنة الوزارية للسياحة في مقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وجه مدبولي بزيادة حجم أسطول الطيران بنحو 30% خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أنه لا سبيل للنهوض بقطاع السياحة إلا عبر تطوير المنشآت الفندقية لاستيعاب الزيادة في أعداد السائحين.
وأشار إلى أن القطاع شهد طفرة ملحوظة أخيراً، وأنه يعد الأسرع نمواً والأكثر جذباً للعملة الصعبة، ما يفرض ضرورة زيادة الغرف الفندقية، خصوصاً في منطقة الساحل الشمالي.
وأشاد رئيس الوزراء بمشروع “مراسي البحر الأحمر”، الذي وُقعت عقوده الأحد مع شركتي إعمار مصر الإماراتية وسيتي ستارز السعودية، على مساحة تزيد عن 10 ملايين متر مربع، وباستثمارات متوقعة تبلغ نحو 900 مليار جنيه (18.5 مليار دولار)، معتبراً أنه يمثل إضافة كبيرة للتنمية السياحية في البحر الأحمر وفي مصر عموماً.
كما استعرض مدبولي الإجراءات الأخيرة لتحفيز القطاع، منها تيسير تغيير بعض الأنشطة لاستخدامات سياحية. وقال إن الحكومة باتت تملك حصراً جميع الأراضي الصالحة لإقامة فنادق على ضفاف نهر النيل، ومستعدة لطرحها على المستثمرين، فضلاً عن منشآت فندقية ضمن مشروعات مثل حدائق تلال الفسطاط، التي تقع في قلب القاهرة، بالقرب من أبرز المزارات السياحية والأثرية. وأضاف أن السياحة “أسرع وسيلة لتوفير العملة الصعبة”، ما يجعلها على رأس أولويات الدولة.
ووجه مدبولي وزارة الثقافة بتنظيم فعاليات ثقافية وفنية ومهرجانات على مدار العام، وإعداد خريطة شهرية بها، استجابة لمطالب السائحين العرب والأجانب.
من جهته، قال وزير الثقافة أحمد هنو إن الموسم المسرحي الجديد سيشهد عرض أكثر من 14 مسرحية في القاهرة بالتعاون مع القطاع الخاص، إلى جانب حفلات موسيقية مع كبار النجوم، ومهرجانات في محافظات مثل القاهرة والإسكندرية وجنوب سيناء.
كما أكد وزير السياحة والآثار شريف فتحي أن وزارته تعمل على تيسير إجراءات تحويل الأراضي والمباني إلى أنشطة فندقية بالتنسيق مع صندوق التنمية الحضرية، مشيراً إلى أن ذلك يشمل طرح مشروعات في حدائق تلال الفسطاط ومناطق تاريخية أخرى، ما يساهم في زيادة الطاقة الفندقية.
وفي سياق متصل، أعلن رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، مؤسس مجموعة إعمار العقارية، عن خطط توسعية جديدة في مصر، مؤكداً أن وسط القاهرة التاريخي يمثل أولوية خاصة لاستثماراته المقبلة، لما يحمله من قيمة حضارية وجمالية.
وتعمل الحكومة على مشروع تطوير وسط العاصمة التاريخي، في خطوة تُوصف بأنها “صفقة إنقاذ جديدة”، شبيهة بصفقة بيع مدينة رأس الحكمة للصندوق السيادي الإماراتي عام 2024 مقابل 35 مليار دولار.
وتسعى القاهرة إلى استثمار الأصول العامة في مناطق وسط البلد ومصر القديمة وجبل المقطم وضفاف النيل، وسط توسع لافت للشركات الإماراتية التي تستحوذ على معظم المشروعات المطروحة منذ 2021.
وكان العبار قد صرح بأن شركته بدأت مفاوضات مع الحكومة للمشاركة في تطوير مباني وسط القاهرة، في إطار مخطط يهدف إلى تحويل المنطقة إلى مشروع شبيه بـ”داون تاون دبي” الذي يستقطب أكثر من 100 مليون زائر سنوياً.
Leave a comment