بحثا عن الخصوصية والاستمتاع بأوقات مميزة، بادرت إحدى السيدات الفرنسيات، إلى إنشاء مخيم نسائي هو الأول من نوعه في فرنسا، في مكان هادئ بعيد عن ضوضاء المدينة وصخب الحياة اليومية الذي تنضح به شوارع فرنسا المكتظة، وبالضبط في مقاطعة لوت، جنوب غرب فرنسا، يفتح مخيم شاتو ذراعيه لاستقبال النساء من شتى أنحاء العالم، والباحثات عن عيش تجربة استثنائية تملاؤها المغامرة وحب الاستطلاع.
وترتكز فكرة إنشاء المخيم على توفير الخصوصية القصوى للمرأة وحقها في قضاء أوقات خاصة مع بنات جنسها لذالك منع دخول الرجال حيث لا تتعرض النساء للمضايقات.
في حين تصف رئيسة المخيم الاجواء داخل المخيم بانه متنفس للنساء من كل انحاء العالم، “فهو يهدف إلى منح النساء فرصة للراحة والاسترخاء بعيداً عن ضغوط الحياة”.
بعد سنوات من الدراسة والتخطيط تمكنت فيليبا جيرلينغ، الرئيسة التنفيذية للمخيم، من تجسيد فكرتها على ارض الواقع.
تقول جيرلينغ: “أردنا أن يكون المخيم مكاناً يمكن للنساء فيه الاستمتاع وتحديد تجاربهن الخاصة، بدون ضغوط أو إلتزامات”.
يشهد مخيم شاتو اقبالا متزايدا،حيث يجد القائمون على المخيم صعوبةً في تلبية الطلبات، إذ تجاوزت 11,000 طلب لصيف 2025، بعد سنوات من الثقة المتبادلة بين مؤسسي المخيم ورواده من النساء، عرفت قائمة الإنتظار نشاطا مهما، مادفع القائمين على المخيم لتوسيع الموسم ليشمل فصل الخريف إبتداء من شهر سبتمر من كل سنة الى غاية شهر أكتوبر، مع فتح موقع ثانٍ لتلبية احتياجات المزيد من النساء.
ويستقبل المخيم ضيفات من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أندورا وكندا ومصر وإنجلترا ونيجيريا، ويمثل فرصة للسيدات اللواتي يسافرن بمفردهن والمجموعات الصغيرة، بما في ذلك الأمهات وبناتهن.
فالمكان لا يعتبر مخيما للنساء فقط وانما هو فضاء اجتماعي حيث تجتمع النساء من مختلف طبقات المجتمع، مايسمح لهن بالتعبير عن أنفسهن من خلال تنظيم انشطة تستمر لستة أيام، يعرض خلالها الطاقم القائم على المخيم مجموعة متنوعة من الأنشطة، بما في ذلك البحث عن الطعام، صنع الشموع، تذوق الجبن، ركوب الخيل، اليوغا، والديسكو الصامت.
ويتاح للمشاركات اختيار الأنشطة التي تناسبهن، مع توفر وقت كبير للاسترخاء بجانب المسبح أو استكشاف محيط القصر التاريخي. ويمكن للمشاركات الحصول على أقصى درجات الراحة بفضل الخيارات المتاحة أمامهن فإما الإقامة في القصر الفاخر أو في المخيم الفخم.
يعود تاريخ شاتو دو بيدور إلى 800 عام، ويتميز بموقعه بجانب وادي لوت أحد المناطق القليلة المتبقية في فرنسا التي تتمتع بتلوث أقل، حيث يتواجد المخيم بين غابات البلوط البكر والأنهار الهادئة والقرى التي تعود إلى العصور الوسطى، مما يتيح للضيوف الاستمتاع بمشاهدة درب التبانة وقضاء وقت ممتع في مشاهدة سماء مليئة بالنجوم والشهب.
كما يحتفظ القصر بذكريات نسائية ملهمة، مثل جين لوفيتون، الصحفية التي امتلكت القصر عام 1939، ولوت إيسنر، الناقدة السينمائية التي استخدمته خلال الحرب العالمية الثانية.
مخيم شاتو تجربة فريدة من نوعها لاقت رواجا واستحسانا لدى الجنس اللطيف، فهو بمثابة واحة في صحراء تقصده النساء لتمضية أيام قليلة بفوائد جمة وبحرية أكبر، بعيدا عن ضغوطات الحياة اليومية والتزاماتها.
Leave a comment