قبل افتتاح حديقة التماسيح بمدينة أكادير كان لزاما على الزوار ومحبي هذه الكائنات من حفدة الديناصورات، السفر إلى غرب القارة والمناطق والاستوائية، حيث يقطن تمساح غرب أفريقيا وتمساح النيل بالاضافة الى أنواع نادرة من التماسيح، غير أن الأمر لم يعد يحتاج إلى كل ذلك العناء، فيكفي السياح السفر إلى مدينة أكادير بجنوب المملكة المغربية، ليشاهدوا هذه الزواحف الحية بالعين المجردة، والإستمتاع بيوم كامل في جولة استكشافية، توفرها لهم حديقة التماسيح “كركوبارك“.
تقع حديقة التماسيح، في “الدرادكة” بمدخل مدينة أكادير، قبل أن تلج الحديقة لا سبيل لك إلا المرور من “فم” تمساح عملاق، هكذا اختار مستثمرون مغاربة وفرنسيين أن يكون تصميم المدخل، الذي يدخلك إلى مشاهد تتنوع بين أحواض مياه، وكهوف وممرات ملتوية تحت أشجار كثيفة، وسط مشاهد لتماسيح مستلقية في “حمام شمس” أو عائمة وسط المياه.
يقول باتريس بورني، مسؤول الحديقة، والمسؤول عن تغذية وعلاج التماسيح، في تصريح صحفي إن “تماسيح الحديقة تم استقدام جمعيها من مدينة جربة التونسية، وتضم 325 تمساحًا، 300 منهم في عمر خمس سنوات، و25 يصل عمرهم إلى 10 سنوات، يصل عددها إلى 23 نوعًا، بينها التمساح الأمريكي، والسقساق، وغيرها، لكن أغلبها من نوع تماسيح النيل، التي يتراوح طولها ما بين متر ونصف ومترين ونصف، ويمكن أن تصل إلى خمسة أمتار، كما يمكن أن يزن حوالي طن.
تستقطب الحديقة زوار وخبراء في الحياة البرية، بهدف اكتشاف سلوك هذه المخلوقات الحية التي تحظى برعاية واهتمام في حديقة هي الأولى من نوعها في المغرب، ما يتيح للسياح والزوار الاقتراب منها، ومراقبة تفاصيلها الدقيقة عن كثب، وهو ما يثري الجانب المعرفي والتعليمي خاصة للأطفال، فالحديقة تستقبل يوميا رحلات مدرسية تنظمها المؤسسات التعليمية بهدف إغناء رصيدهم المعرفي والعلمي، حيث يوفر القائمون على الحديقة دورات تثقيفية تهم تزواج هذه الحيوانات وطريقة تربيتها وكيفية عيشها في محيطها البيئي.
تحاكي الحديقة تضاريس وبيئة عيش هذه الزواحف الحية، وتضم على مساحة حوالي أربعة هكتارات بحيرات وجداول وكهوف تعيش بها حوالي 300 تمساح، كما تتوفر أيضا على مختبر وحاضنة لبيض التماسيح.
وعلى طول مسار الجولة يمكن للزوار أن يستمتعوا بالجلوس على الكراسي “الحجرية” المريحة في ساحة نباتات الإغزوتيك “la place exotique” ، وأن يأخذوا كامل وقتهم للراحة والسكينة المنبعثة من المكان، ومشاهدة أنواع النباتات المؤثثة للفضاء.
فهذا الفضاء السياحي البيداغوجي، يضم حوالي ثلاثة الاف من أصناف النباتات والأشجار بعضها نادر، استقدمت من القارات الخمس، إضافة الى جناح خاص بالسلاحف والسحالي النادرة، وأصناف من ثعابين الأنكوندا، ما يجعلها محجا للطلبة والباحثين في علوم الحياة والأرض والبيولوجيا القادمين من بلدان مختلفة، حلوا “بكركوبارك” خصيصا لقضاء فترات بحث ودراسة ميدانية واستكشاف نمط عيش هذه الزواحف العملاقة عن قرب.
انقرضت التماسيح من المملكة في سبعينات القرن الماضي نتيجة الصيد والجفاف، إلاَّ أنها عادت لتزين المشهد البيئي للمغرب، من خلال تربيتها و”حمايتها” في حديقة ومنتزه “كروكوبارك”.
Leave a comment