ذكرت تقارير إعلامية بداية هذا الأسبوع، أن بركان “إتنا” في صقلية، أحد أكثر البراكين نشاطا في أوروبا، قد بدأ في الانفجار مجددا، مما أثار حالة من القلق والهلع بين السكان والسياح في المنطقة.
وبدأ عشرات السياح الذين كانوا بالقرب من البركان في الفرار بسرعة من المنطقة تحسبا لتصاعد الانفجارات البركانية وتدفق الحمم البركانية.
وأصدرت السلطات المحلية تحذيرات عاجلة للسكان والزوار بعدم الاقتراب من مناطق الخطر، وبدأت فرق الطوارئ في تأمين المناطق المحيطة وتنسيق عمليات الإخلاء.
يذكر أن بركان إتنا يتميز بنشاطه المستمر المتقطع، وقد شهد انفجارات متكررة خلال السنوات الماضية، ما يجعله أحد أكثر البراكين مراقبة في أوروبا. السلطات الإيطالية تتابع الوضع عن كثب وتعمل على تحديث التقييمات الأمنية بشكل مستمر.
وحتى الآن، لم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار كبيرة، لكن الجهات المختصة تحث الجميع على الالتزام بتعليمات السلامة وتوخي الحذر
وحتى مطار كاتانيا، المطار الرئيسي في المنطقة، ظل مفتوحا. وفي حالات ثوران سابقة، تأخرت الرحلات الجوية أو أُلغيت بسبب الرماد في الهواء، لكن هذه المرة دفعت الرياح الرماد بعيدا عن المدينة.
ويراقب المعهد الوطني الإيطالي للجيوفيزياء وعلم البراكين بركان إتنا باستمرار باستخدام أجهزة قياس الزلازل، لرصد الهزات الأرضية، والكاميرات والتصوير الحراري لمراقبة التغيرات في الحرارة وتدفق الحمم البركانية، والمسيرات والأقمار الصناعية، لمراقبة شكل البركان وغازاته.
وإلى جانب ذلك تستخدم أجهزة استشعار الغاز، للتحقق من الانبعاثات مثل ثاني أكسيد الكبريت، ولهذا السبب، غالبا ما يتلقى العلماء إشارات تحذيرية مبكرة، مثل زيادة الهزات وارتفاع مستويات الغاز وتغيرات في شكل الفوهة أو درجة حرارتها.
ثوران متكرر
تنفجر البراكين عندما ترتفع الصهارة من أعماق الأرض وتصل إلى السطح، ويتزايد الضغط حتى يعجز السطح عن تحمله، كما لو كنت تهز زجاجة صودا وتفتح غطاءها.
ويقع جبل إتنا فوق منطقة تصادم تلتقي فيها الصفيحتان التكتونيتان الأفريقية والأوراسية، ويُسبب هذا التصادم زلازل وتشققات في القشرة الأرضية وصعود الصهارة.
وتحتوي صهارة إتنا على غازات مثل بخار الماء وثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت، والتي تنفجر عند إطلاقها، مُنتجة دويا هائلا وسحبا من الرماد.
وهذا ليس جديدا أو ينذر بشيء قريب، فيثور بركان إتنا عدة مرات في السنة، وأحيانا حتى عدة مرات في الشهر، وبعض السنوات، يسجل أكثر من 10 ثورات، وأحيانا في سنوات أخرى يكون النشاط أقل، لكن نادرا ما تمر سنة بدون ثوران.
ومثلا في عام 2020 ثار هذا البركان أكثر من 10 مرات، وفي عام 2021 شهد أكثر من 50 حدثا انفجاريا صغيرا، أما في عام 2022 فشهد ما لا يقل عن 15 ثورانا أو نشاطا بركانيا.
ويعتقد فريق من الباحثين أن نشاط البركان في المتوسط تزايد خلال العقود الماضية، لكن الزيادة في النشاط لا تعني بالضرورة أن البركان أصبح أخطر، فالسبب هو أن إيتنا “يتنفس” باستمرار، وثوراته المتكررة تمنع تراكم ضغط هائل يؤدي إلى انفجار كارثي (كما حدث مع فيزوف مثلا عام 79م).
Leave a comment